أتعجب من بعض الدعاة الذين يصرخون ليدللوا على أنه فى ظل الدولة الدينية ازدهر العلم، فيتفاخرون بعلماء المسلمين الذين أنجبتهم هذه الخلافة الدينية مثل جابر بن حيان والرازى وابن سينا والخوارزمى... إلخ! ويظل يرص كل تلك الأسماء التى لا تنتمى إلى الجزيرة العربية ولكنهم ينتمون إلى حضارات سابقة مثل حضارة فارس والعراق ومصر والشام، والأهم هو أن هؤلاء العلماء الحقيقيين كانوا مكروهين بل مكفّرين من الشيوخ والفقهاء وقتها، وهذه هى المفاجأة التى لا يعرفها هؤلاء أو يتغافلون عنها طبقاً للمصلحة، طبعاً كان هناك علماء لكن لم تصنعهم الدولة الدينية بل صنعهم التراكم الحضارى لبلادهم الأصلية وفهمهم الصحيح للإسلام الذى يحض على السعى فى الأرض والتفكر والتدبر، بدليل الحرب الشعواء التى مارسها ضدهم فقهاء هذا العصر وشيوخ ذلك الزمن، وإليكم غيض من فيض مما قيل فى تكفير العلماء المسلمين: - كفّر الفقيه ابن تيمية العالم جابر بن حيان وهو من علّم أوروبا الكيمياء، وزاد من كراهيته له شيعية جابر، وقد أفتى ابن تيمية بتحريم الكيمياء فتوى فى مجموع الفتاوى (368/29) وقال: «أهل الكيمياء من أعظم الناس غشاً! وهم أهل ذلة وصغار»! وقال: «الكيمياء محرمة باطلة! ولم يكن فى أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ولا من علماء الدين ولا الصحابة ولا التابعين»! وأن جابر بن حيان «مجهول لا يُعرف! وليس له ذكر بين أهل العلم والدين»! و«الكيمياء أشد تحريماً من الربا»!! ثم يقول: «الكيمياء لم يعملها رجل له فى الأمة لسان صدق ولا عالم متبع ولا شيخ ولا ملك عادل ولا وزير ناصح إنما يفعلها شيخ ضال مبطل»! - ابن سينا الموجود تمثاله أمام بوابات أعرق كليات الطب فى أوروبا قال عنه ابن القيم فى «إغاثة اللهفان 2/374»: «إنه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر»، وقال عنه الكشميرى فى «فيض البارى 1/166»: «ابن سينا الملحد الزنديق القرمطى»، لذلك نقل عنهم وقال الشيخ صالح الفوزان: «إنه باطنى من الباطنية، وفيلسوف ملحد». - ما قيل عن أبى بكر الرازى لا تكفيه مجلدات، كفّروا هذا الطبيب والعالم والفيلسوف العبقرى، قال عنه ابن القيم فى (إغاثة اللهفان 2/179): «إن الرازى من المجوس»، و«إنه ضال مضلل». - قال ابن العماد فى «شذرات الذهب 2/353» عن الفارابى: «اتفق العلماء على كفر الفارابى وزندقته». - وقال ابن تيمية عن محمد بن موسى الخوارزمى: «العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره». - قالوا عن ابن الهيثم: «إنه كان من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، وكان سفيهاً زنديقاً كأمثاله من الفلاسفة». - وقالوا عن نصير الدين الطوسى: «إنه نصير الشرك والكفر والإلحاد». - وقالوا عن الكندى: «إنه كان زنديقاً ضالاً»، فرد عليهم الكندى قائلاً: «هؤلاء من أهل الغربة عن الحق، وإن تُوجوا بتيجان الحق دون استحقاق، فهم يعادون الفلسفة دفاعاً عن كراسيهم المزورة التى نصبوها من غير استحقاق، بل للترؤس والتجارة بالدين، وهم عدماء الدين». ملاحظة: وكأن الكندى يعيش معنا هذه الأيام!!