استغل بعض الدجالين، ومنهم أطباء للأسف، قصة علاج شلل رجل الإطفاء البلغارى فيديكا بواسطة خلايا من الأنف على أنها تصديق وتدعيم لدجلهم الذى يمارسونه للأسف فى عياداتهم تحت مسمى علاج الشلل بالخلايا الجذعية ومثله علاج التليف والتخلف، بنفس الخلايا، «فيديكا» لم يعالج بالخلايا الجذعية، ولكنه عولج بنوع من الخلايا العصبية للشم OEC والتى تنقل هذا الإحساس للمخ ليترجمه ويقول هذه رائحة ياسمين وهذه رائحة مجارى، هذه الخلايا قادرة على التجدد، عكس المعروف عن الخلايا العصبية الأخرى التى ما إن تموت إحداها حتى تكتب لها شهادة وفاة أبدية، الخلايا الجذعية بالفعل هى مستقبل الطب وبالفعل ننتظر منها ثورة وحلاً لكل مشاكل وأمراض البشر المعقدة مستحيلة العلاج فى الوقت الحاضر مثل الشلل والعمى.. إلخ، ولكنها جميعاً وحتى هذه اللحظة ما زالت فى مرحلة التجارب، وفى المعامل والمراكز البحثية المحترمة، ولذلك لا بد أن ترد على من سيقول لك أنا سأعالجك بالخلايا الجذعية وأشفيك من الشلل، أنت نصاب وحتى من سيخبرك بأنه سيعالجك حتى من الحصبة عليك بنفس الرد!!، أما عن حكاية علاج رجل الإطفاء كما هى مكتوبة فى مجلة cell transplantation فهذا هو ملخص الحكاية: ديريك فيديكا، البالغ من العمر 40 عاماً أصيب بالشلل عام 2010 أجرى له مجموعة من الجرّاحين فى بولندا بالتعاون مع عدد من العلماء فى لندن وزرع خلالها خلايا تجويف الأنف فى جانبى الجزء المقطوع من الحبل الشوكى والذى يبلغ عرضه ثمانية مليمترات بعد تعرضه لطعنة سكين، قال رئيس فريق البحث البريطانى البروفيسور جيف ريزمان، رئيس قسم تجديد الأعصاب فى معهد الأعصاب التابع لكلية لندن الجامعيّة، معلّقاً على نتائج العملية، قائلاً إنّ «ما تم تحقيقه من إنجاز مثير للإعجاب أكثر من مشى الإنسان على القمر»، ولخص الوضع قائلاً: «العملية سمحت بمد جسر يسمح للألياف العصبية المقطوعة بأن تنمو عليه»، موضحاً أن «المريض قادر الآن على تحريك وركيه ويسجل على جانبه الأيسر إعادة تشكل كبيرة لعضلات الرجل. هو غير قادر بالتأكيد على الرقص، لكنه سعيد جداً». ما الجسر الذى سارت عليه ونمت خلايا عصب الشم التى تم إنماؤها فى المعمل فيما يسمى طبق بترى؟، هذا الجسر أو الممر كان عبارة عن بعض أجزاء من عصب الكعب الذى غطى فراغ الثمانية ملليمترات، بعد ثلاثة شهور بدأ الإحساس فى أطرافه السفلية، بدأ الطرف السفلى الأيسر فى تكوين كتلة عضلية، استرجع فيديكا إيقاع المثانة وصار قادراً على التحكم فى البول والبراز، استرجع أيضاً قدرته الجنسية. ملخص ما سبق أنهم هناك يبحثون بجد، ويريدون إنقاذ المرضى بجد، ومن الممكن أن يصيبوا، وأن يخطئوا، لكنهم لا يكذبون.