قرأت خبراً أطلعنى عليه د.عادل عفيفى، أستاذ الباطنة بعين شمس عن أن خمس شركات هندية أخذت من شركة جلياد المصنعة للسوفالدى المعالج للكبد حق تصنيع وتوزيع الدواء فى 91 دولة فى العالم، والخمس شركات هى: Cadila Healthcare Ltd.، Cipla Ltd.، Hetero Labs Ltd.، Mylan Laboratories Ltd.، Ranbaxy Laboratories، Ltd.، Sequent Scientific Ltd.، and Strides Arcolab Ltd الخبر أحزننى، بالرغم من أن الهند ستبيع لنا الدواء وسنتحرر من احتكار شركة واحدة، وبالرغم من أن الشركة العالمية خفضت لنا ثمن الدواء ولكن يظل الوضع هو أن علب الدواء تصل إلينا بالقطارة، ولذلك فلن تسمن أو تغنى من جوع مع هذا العدد الرهيب من مرضى فيروس سى، الذى يتفوق على أى بلد فى العالم وأيضاً العدد الذى ينضم إلى الطابور كل عام، لكن ما أحزننى بجد هو السؤال: ليه الهند هى التى تستطيع ونحن لا؟، لماذا من ناحية البزنس الصرف لم تستطع شركات الدواء المصرية أن تتفاوض مع الشركة الأم وتقتنص الصفقة؟!، لماذا باختصار وصراحة، هذه الخيبة القوية من شركاتنا، وأقولها، وأنا آسف أشد الأسف، لكن أقولها من شدة الحرقة على أن يكون الهندى أشد وطنية منا بالرغم من أنه لا يعانى بنفس الشراسة مثلنا، من الممكن أن تدخل صناعة الدواء إلى خزانة مصر وتضيف إلى ثروتها أضعاف ما تدخله قناة السويس، ولكن الصراع والسبوبة وعدم وجود الرؤية والتخبط وعدم تطوير الآليات وعدم إرسال الكوادر المؤهلة لتعلم فن الصناعة وتطويرها والتفاعل مع العالم وتعلم فن الإدارة والتفاوض وصناعة علاقات جيدة مع شركات الأدوية العالمية.. إلى آخر هذه الأبجديات، هى التى جعلتنا فى ذيل العالم من ناحية التصنيع الدوائى بعد أن كنا قد قطعنا أشواطاً لا بأس بها، كيف تضيع من مصر مثل هذه الصفقة، لنظل نتسول علاج مرضانا الذين يقتربون حثيثاً من رقم العشرين مليوناً؟!، ظللنا نسخر ونقول ماتبقاش هندى.. هو أنا هندى إلى أن تقدموا هم وسبقونا ووصلوا الفضاء وتفننوا فى صناعة الدواء وبقينا نحن فى غاية الانتفاخ نعيش وهمنا المزيف بأننا نحن الجدعان ونحن الأفضل ونحن خير الأقوام، إلى أن وصلنا إلى هذا المستوى، ما زلنا متفرجين ننتظر الفتات وللأسف سننتظره ليس من أجل الرفاهية، ولكن من أجل أن نظل على قيد الحياة.