بعدما كتبت مقالاً بعنوان «يا وزير الصحة.. فكر خارج الصندوق»، حدثنى وزير الصحة تليفونياً صباح يوم الجمعة حول المقال وحول خطته المستقبلية ومعركته التى يعتبرها أم المعارك ضد فيروس سى وأمراض الكبد المصرى، وهو ما يعتبره همّه الأول منذ فترة طويلة برغم أن تخصصه الأصلى هو جراحة العظام. النقطة المحورية فى الحوار كانت عن شركات الأدوية المصرية التى لا بد أن تقوم بدورها الوطنى فى إنقاذ الغلابة من فيروس سى الفتاك الذى افترس أكباد المصريين لدرجة أن بعض القرى فيها واحد من كل خمسة مواطنين مصاب بفيروس سى، فضلاً عن غلق أبواب الرزق أمام المرضى فى الداخل والخارج، وهى قصة طويلة تحدثنا فيها مراراً وتكراراً. ليس من المعقول ولا المقبول ولا المنطقى أن تتقدم شركات أدوية بطلب تصنيع الدواء الجديد لعلاج فيروس سى بعشرة آلاف جنيه للعلبة!! نحن لسنا ضد المكسب والربح لكننا ضد الجشع، لن نقول لشركات الأدوية: اخسرى وفلسى من أجل مصر، لكن لا بد لها من موقف وطنى واضح وصريح فى مواجهة قضية أمن قومى، فلتربح شركات الأدوية بهامش ربح معقول، ولنفعل مثل الهند التى جعلت صناعة الدواء قاطرة تنمية وفى نفس الوقت تمد أيديها لمساعدة فقراء الهند برخص سعر الأدوية وتوفير كافة صورها بنفس الجودة والكفاءة والفعالية. لمستُ حماس الوزير وإخلاصه، ولمستُ أيضاً ثقل المهمة التى لا بد أن نتصدى لها جميعاً سواء أطباء أم إعلام ونحملها معه، وهنا أتمنى أن يضع الوزير خطة إعلامية صحية خارج الصندوق أيضاً، ولا مانع من اشتراك شركات الأدوية ومساهمتها فى تمويل مشاريع التوعية الإعلامية وإعلان الحرب ضد كافة صور الدجل الطبى التى للأسف تروج عبر قنوات فضائية فضّلت البيزنس على حساب الرسالة الإعلامية وشرف المهنة.