§ مندهش أن يتجه الغضب إلى الصحفيين والإعلاميين بدلاً من اتجاهه ضد من فتحوا المعابر وأخرجوا الإرهابيين من السجون، وكأن هؤلاء الإرهابيين كانوا مطلب مصر الأول ومشكلتها المزمنة وليست الكهرباء والمياه والتعليم والصحة، وكأن المعابر كانت معابرنا إلى جنة الثراء وفردوس النعيم، مندهش أن يُصب جام الغضب على مدينة الإنتاج الإعلامى وهى التى تعكس ولا تصنع، تحلل ولا تقرر، تصور الإرهاب ولا تصدره.

§ مندهش أن تقف المظاهرات بعد حادث رفح أمام بيت السفير الإسرائيلى الذى منحتنا بلاده الدليل الوحيد الذى سيقودنا إلى كشف هوية المجرمين، إسرائيل عدو حقيقى ولكن فى حادث رفح بالذات كل الأصابع تتجه إلى مجرم آخر نغفله ونتعامى عنه عمداً، لماذا لا نهاجم فشلنا المزمن ونتظاهر ضد عشوائيتنا ونحاول أن نأخذ عدوى العمل الجاد منهم وهو ما جعلهم فى ثوان معدودة يلحقون بالمدرعة ويحرقون خاطفيها من الإرهابيين؟!

§ مندهش أن يطول عمى البصيرة من هاجموا الزميل خالد صلاح واعتبروه عدو مرسى اللدود، وتسيطر عليهم الحماقة إلى هذا الحد فيلقون بالحجارة على الصحفى الوحيد الذى أعلن وتنبأ فى مانشيت صحيفة اليوم السابع الذى يرأس تحريره بأن الرئيس مرسى قد فاز قبل النتيجة ب 48 ساعة؟! حتى الحجارة يلقونها فى الاتجاه الخطأ.

§ مندهش أن يصرخ من قتلوا جنودنا بمنتهى الغدر والخسة والنذالة «الله أكبر يا خونة»! هل من يذبح ويقتل بدم بارد أخاه المسلم المسالم يقول الله أكبر؟! هذا النداء المقدس السامى الجليل لماذا يتحول إلى غطاء لعملية قذرة من هذا النوع المنحط؟

§ مندهش أن تنتهى الثورة التى شعارها ووقودها التظاهر السلمى إلى ضرب وسحل لمن تظاهر سلمياً أمام قصر الرئاسة! وبيد من؟ بيد شباب الإخوان الذين أخاف أن يتحولوا إلى ما يشبه الحرس الثورى الإيرانى بعد تهميش الشرطة وتفريغها وتقزيمها.

§ مندهش ممن حرق ملفات أمن الدولة التى كانت تحوى كل أسرار الإرهابيين فى سيناء وغيرها، أن يتباكى الآن على دور الأمن الوطنى الغائب الذى أدى إلى غياب المعلومات عن أنشطة الإرهابيين، كان المطلوب إصلاح وعلاج أمن الدولة وليس اغتياله.

§ مندهش ممن كان يتكلم عن حرية الإعلام أن يبدأ حكومته بإغلاق قناة فضائية، وشطب مقالات لكتاب كبار فى صحف قومية لأنها تهاجم الإخوان.

§ مندهش من اختيار مجلس الشورى لرئيس تحرير قومى كان سبباً فى حرق منازل البهائيين، وآخر كان من كبار المنافقين لمبارك وحاشيته، والذى طالما هاجم الأقباط بكل عنصرية وادعى أن البابا الراحل قد دعا المسيحيين إلى طرد الغزاة الإسلاميين، وآخر كتب عن صفوت حجازى أنه فقيه الثورة الذى ينير الأرض والسماء! فى نفس الوقت الذى يحصل فيه صحفى نابه «حرِّيف»، أنقذ جريدته من الانهيار، على صفر مربع ليتركها إلى من سيعيدها إلى المربع صفر توزيعاً وقراءة مما سيزيد من حصيلة تحويلها إلى قراطيس لب وتسالى.