عرض المقال

من نزار إلى عاصي

يعرف عاصى الرحبانى دائماً بأنه زوج المطربة فيروز، رغم أنه عبقرية موسيقية متفردة لا تُعرف بالنسب إلى غيرها مهما كانت شهرة هذا الغير، أعمال عاصى وتاريخ عاصى وإسهاماته الموسيقية وتمرده على القوالب المحنطة، كل هذا يجعله فى مرتبة عليا فى قائمة أهم الموسيقيين العرب، ولم أجد أفضل من كلمات نزار قبانى عنه لأنقلها اليكم: كتب الشاعر السورى الراحل نزار قبانى فى الذكرى الأولى لرحيل الموسيقى العظيم عاصى الرحبانى وتحديداً فى 6/8/1987:1- عاصى الرحبانى هو آخرُ الأشياء الجميلةِ فى حياتناهو آخرُ قصيدةٍ، قبل أن ندخل فى الأميّةوآخرُ حبةِ قمحٍ، قبل أن ندخلَ فى زمن اليباسوآخرُ قمرٍ، قبل أن تهاجمنا العتمةوآخرُ حمامةٍ تحطّ على أكتافنا.. قبل زمنِ الخرابوآخرُ الماءِ قبل أن تشتعل الحرائقُ فى ثيابناوآخرُ الطفولة.. قبل أن تسرق الحرب طفولتنا2- بهِ بدأَ الحبُّ، وبهِ انتهىوبهِ بدأ اللونُ الأخضر.. وبهِ انتهىوبه بدأ النبيذُ.. وبهِ انتهىوبه صار بحر (أنطلياس)أعظم من المحيط الأطلسى3- هو أعطانا الضوءَ الأخضرَ لنحبّ.. فأحببناوهو الذى شجعنا على أن نذهب لمواعيدنا.. فذهبناوهو الذى علمنا أن نكتب على ضفائر حبيباتنا.. فكتبنا..وهو الذى غطانا بشراشف الحنان.. فنمنا4- على يدىّ عاصى..تحوّلت الموسيقى من مظاهرة.. إلى لغةٍ صوفيّةوتحوّل الحبُّ من غزوةٍ بربريّةٍ.. إلى صلاةوتحوّل الشعرُ من قرقعةٍ لغويةٍ.. إلى جملةٍ حضاريّةوتحوّلنا نحنُ، من كائناتٍ ترابيّةٍ إلى ضوءٍ مسموع5- لم يكن عاصى حادثاً هامشياً فى حياتناكان جيلاً.. ومؤسسة.. وأكاديميةوحادثةً كُبرى من حوادثِ التاريخويوم يكتبون تاريخ الشجروتاريخ الدفلى والبيلسانوالقرميد الأحمروتاريخَ القرى اللبنانية التى جعلها عاصى الرحبانىأهم من باريس، ونيويورك، وسان فرانسيسكويوم يعلمون، بعد ألف سنةٍ فى مدارسنا، أسماءالجبال فى لبنان، فسيكون عاصى الرحبانى أعلىوأهم جبل فى أطلس لبنان.