الندوات والصالونات الثقافية في مصر صارت فرض واجب في هذا الزمن، لابد من فتح رئة جديدة في كل حي، الاطلالة من نافذة مختلفة في كل شارع، حوار ثري في كل قرية، عصف فكري بين كل الأطباف، حوار ثقافي مثله مثل الحوار الوطني.يوم الجمعة الماضي كانت هناك ندوة عن الموسيقى التصويرية ضيفها الموسيقار الكبير راجح داود في مكتبة انسان، تخيلت أن الحضور سيكون ضعيفًا نظرًا لأن الموضوع متخصص، ولكن المفاجأة أن الحضور ملأ القاعة، وازدحم المكان بكل الأطياف، شباباً وشيوخا، رجالا ونساء، من الاسكندرية ومن المنصورة ومن الصعيد..الخ.مشهد مفرح ومبهج يثبت أن هناك أملاً دائماً في الفن والابداع المصري، راجح داود تألق كعادته في سرد تاريخ الموسيقى التصويرية ومنح الكبار مثل علي اسماعيل والظاهري واندريا رايدر حقهم في التمجيد، وقال ان مصر ولادة ولم تنضب أو تجف.هناك بعد الرواد ظهر جمال سلامة وهاني شنودة والشريعي وياسر عبدالرحمن وعمر خيرت ..الخ، وتحدث عن أهمية الموسيقى التصويرية في التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأحداث السينمائية والدرامية، والفرق بين السينما والدراما التليفزيونية من ناحية تركيب وبناء الموسيقى التصويرية.كانت المداخلات في نفس أهمية كلام الضيف، وأضافت وحركت الفكر وأثرت الصالون الثقافي.نتمنى انتشار مثل تلك الصالونات الثقافية في كل ربوع مصر.