مع احتفالات عيد الميلاد من المهم الرجوع لواحد من أهم الكتب التي صدرت من كاتب مصري محللاً فيه شخصية المسيح ، وهو كتاب عبقرية المسيح، للعقاد ، وقراءته وعرضه شبه مستحيل في مثل هذه المساحة ولكننا سنأخذ جانباً واحداً وهو وصف المسيح في هذا الكتاب ،هناك عدة صور وأوصاف للمسيح أنقلها من كتاب عبقرية المسيح لعباس محمود العقاد منها :صورة تداولها المسيحيون فى القرن الرابع وزعم رواتها أن صديق بيلاطس حاكم الخليل فى الدولة الرومانية هو الذى كتبها ورفعها إلى مجلس الشيوخ الرومانى يقول فيها: إنه فى هذا الزمن ظهر رجل له قوى خارقة يسمى يسوع ويدعوه تلاميذه بابن الله وكان للرجل سمات نبل وقوام بين الاعتدال، يفيض وجهه بالحنان والهيبة معا فيحبه من يراه ويخشاه، شعره كلون الخمر منسرح غير مصقول، ولكنه فى جانب الأذن أجعد لماع، وجبينه صلت ناعم وليس فى وجهه شية غير فمه ولا أنفه مايعاب، عيناه زرقاوان تلمعان، مخيف إذا لام أو أنب، وديع محبب إذا دعا وعلم،لم يره أحد يضحك ورآه الكثيرون يبكى، وهو طويل له يدان جميلتان مستقيمتان، وكلامه متزن رصين لا يميل إلى الإطناب وملاحته فى مرآة تفوق المعهود فى أكثر الرجال.وهناك كلام نثتاتيل حين رآه لأول مرة أنه رائع المنظر ملكى الشارة، إذ قال له أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل. وأراد المسيح أن يفسر ذلك بأنه يجيب بها الفتى على تحيته.ونفهم من أثر كلامه أنه كان مأنوس الطلعة يتكلم فيوحى الثقة إلى مستمعيه وذلك الذى قيل عنه أكثر من مرة أنهم أخذتهم كلماته لأنه يتكلم بسلطان وليس كما يتكلم الكتبة والكهان.أما العقاد نفسه فيقول: كان ولا ريب فصيح اللسان سريع الخاطر يجمع إلى قوة العارضة سرعة الاستشهاد بالحجج الكتابية التى يستند إليها فى حديث الساعة كلما فوجىء باعتراض أو مكابرة، فكانت له قدرة على وزن العبارة المرتجلة لأن وصاياه مصوغة فى قوالب من الكلام الذى لا ينظم كنظم السقر ولا يرسل إرسالا على غير نسق ويغلب عليه إيقاع الفواصل وترديد اللوازم ورعاية الجرس فى المقابلة بين الشطور. ويأتى التفاته الدائم إلى الازدهار والكروم والجنائن التى يكثر من التشبيه بها فى أمثاله عنوانا لما طبع عليه من ذوق الجمال والإعجاب بمحاسن الطبيعة فكثيرا ما كان يرتاد المروج والحدائق بتلاميذه ويتخذ من السفينة على بحيرة طبرية منبرا يخطب منه المستمعين.