أجرى موقع مرايانا معى حواراً مطولاً عن التنوير وتلك بعض الاقتباسات:- العلمانية لها غايتان، أو تقوم على مبدأين هما: معاملة المواطنين بنفس القدر من الاحترام، ومنحهم الحق فى حرية الضمير. هاتان الغايتان تتحققان من خلال إجراءين هما: الفصل بين الدين والدولة، والحياد تجاه الأديان وكل الحركات الفكرية والفلسفات. ولا يجب أن نخلط بين الغاية والوسيلة أو الإجراء. لا بد من أن نقتنع بأن الدين إمكانية إنسانية من ضمن إمكانيات أخرى، ونافذة نورانية من ضمن نوافذ متعددة، وتصور خاص للخير من ضمن تصورات مختلفة ومتباينة، هو ليس الإمكانية الوحيدة، ومن حقى كفرد أن أتصور أنه الأعلى فى تلك الإمكانيات والنوافذ والتصورات، ولكن ليس من حقى فرض كونه الوحيد.- دور الدولة العلمانية هو مساعدة المواطن على تطوير وتشكيل استقلاليته الفكرية وحماية حقه فى حرية ضميره، وليس عليها أن تفرض قالباً مصمتاً أو تمثالاً واحداً للعالم وللخير وللحق على المواطنين. العلمانية هى اجتماع ثلاث قيم، أولها حرية الضمير، القائمة على مبدأ استقلالية الفرد وحرمة فضائه الخاص، ثانياً المساواة بين المتدين والملحد واللا دينى، ثالثاً: مراعاة شمولية الفضاء العام، وهذا يعنى أن القانون ليس فى خدمة ولمصلحة دين بعينه، لكنه يخدم المصلحة المشتركة. التحرر العلمانى يستدعى الجمع ما بين سيادتين: سيادة الشعب على نفسه وسيادة المواطن على أفكاره. تأسيس العقل التنويرى يحتاج دعامتين: تخليص الدولة من الوصاية الدينية والأهم تخليص الفرد من نفس الوصاية، هذا هو فهمى باختصار للعلمانية.- «مساحتى الفردية الحميمة هى خط أحمر، ومساحة محصنة ضد الحشرية والفضول والوصاية»، هى حروف من شفرة نجاح تلك المجتمعات المتقدمة، وأعتقد أن تلك الأنيميا الفردانية المصحوبة بفرط إفراز هرمون الوصاية، هى أخطر مرض اجتماعى وعائق ثقافى يقف حاجزاً بيننا وبين الولوج إلى تلك الحداثة والاندماج فيها. اقتحام مساحتك بداية من طابور الـATM، حيث يقف الطابور فى قفاك ليطلع على رقمك السرى بكل لزوجة، إلى نفاذ النظرات الوقحة إلى البنات فى شوارعنا والتحرش باللفظ واللمس، مروراً بمشاركتك فى قراءة الجريدة فى المواصلات العامة ونظرات جارك فى العين السحرية لمراقبة تحركاتك، ومواعظ عربات السيدات فى مترو الأنفاق، ومشاركة وتدخل سائق الميكروباص أو الجالس فى المائدة المجاورة لك فى المقهى أو النادى فى أثناء حوارك مع صديقك أو زوجتك …إلخ.كل تلك التصرفات والسلوكيات اقتحام وعدم احترام لمساحتك الخاصة، وعدم فهم وخلط ما بين الفضاء العام المشترك والفضاء الخاص الحميم. كل تلك التصرفات من الممكن والسهل تغييرها بنقدها ونقضها. لكن، عندما يختلط الاقتحام بمظاهر التدين وليس بجوهر الدين، هنا تكون الإشكالية والصعوبة. ذلك الاقتحام الذى يرفع فزاعة الدين وهو يخرسك ويلجمك ويكفرك إذا انتقدته.