أنا كائن غير كروى ومتابع غير جيد لكرة القدم ولا أنتمى لقطبى الكرة المصرية، فأنا إسماعيلى الهوى والانتماء، لكن لا يمكن لوجدانى أن ينسى تعليقات وبلاغة ولمحات الكابتن ميمى الشربينى، فهو أعظم من نحت المصطلحات المختومة بختمه المتفرد، فإذا اعتبرنا محمد لطيف هو الرائد الذى دشّن فن التعليق الكروى، فإن ميمى الشربينى هو متنبى ونزار قبانى التعليق وواضع قاموسه البلاغى، وهو مَن حول التعليق الكروى إلى سيمفونية ممتعة لا يمكن معها أن أغلق أو أخفض صوت التليفزيون مع «الشربينى».منذ أيام قليلة، احتفل ميمى الشربينى بعيد ميلاده الخامس والثمانين. اختار «الشربينى» العزلة فى السنين الأخيرة، مانحاً لذاكرته الحديدية بعض الراحة من الضجيج، لكن لو اعتزلنا «الشربينى» ونسينا، فسيجدنا أكثر تذكراً له ولن ننساه، المدهش أن كل محبيه كتبوا جمله الشهيرة وتعليقاته الذكية على السوشيال ميديا احتفالاً بهذا الرجل الجميل شاعر وكروان وعندليب التعليق الذى طالما أمتعنا دون استظراف. وأختار من الكلمات التى جمعها محبوه ومريدوه ما يلى:«الحضرى» يرتدى قفاز الإجادة، عصام الحضرى نجم الشباك هذا الموسم بعدما كان مرفوع مؤقتاً من الخدمة، مجدى عبدالغنى 25 سنة، ليسانس آداب، إكسترا مهارات.. إكسترا حواس.عنقود مهارات على رجلك يا حازم يا إمام والله، حسام حسن من مواليد منطقة الجزاء، إبراهيم سعيد يتقمص شخصية بابا نويل الكورة المصرية، كم كنتِ قاسية أيتها الساحرة المستديرة على جمهور الإسماعيلى النهارده، مربع العمليات على منطقة الجزاء، ضربات المعاناة الترجيحية.٩٠ دقيقة أشغال كروية شاقة، شعار المباراة: اخدم نفسك بنفسك، المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. أصبحت المباراة على صفيح ساخن أحبائى الكرام، التاريخ يا حازم يا إمام يرفع يديه للموهوبين وينسى دون اعتذار أنصاف اللاعبين، بيلعب بنصف حمولته البدنية، كل مدرب بنى إمبراطوريته بفلسفته الخاصة، مواليد شهر العظماء، الجنرال محمود الجوهرى،المقدمة حمراء بالقدم السمراء لأحمد فيليكس (الأهلى والزمالك عام 96)، شهر 10 شهر العظماء، يااااااااااااه على الكورة وإثارتها ياااااااه على الكورة وحلاوتها ياااااااااااه على الكورة وطعامتها.العارضة اتحركت سنتيمترات عشان تمنع هدف، صاحب القميص رقم 10، يعطى الإذن بقدمه اليسرى، تصويبة بتزغرد فى المرمى، أحمد حسام ميدو يترك مرحلة المراهقة الكروية ويبدأ مرحلة البحث عن النجومية، السير إليكس فيرجسون مدرب من أصحاب الكرافتات الشيك، كورة من إحدى البقاع السحرية، فى مرحلة المطبات الصعبة، سينما الدراويش تقدم أجمل عروض الموسم، بركات لعيب البلاى ستيشن يا جماعة…إلخميمى الشربينى وشم فى الروح والعقل ومتعة فى البلاغة وخفة الدم بدون فذلكة أو زغزغة، أمنياتنا بالصحة والسعادة قدر ما أسعدتنا يا متنبى التعليق الكروى.