كانت صورة لاعب الزمالك شيكابالا وهو يحتضن لاعب الأهلى مؤمن زكريا الذى يخضع للعلاج من مرض عصبى نادر هى بحق صورة الأسبوع. قبل مباراة الكأس انتشرت تلك الصورة، فدخل الاطمئنان إلى قلبى، وتأكدت أن المباراة ستمر على خير رغم حضور جماهير الناديين الذين كانوا فى قمة الحماس ولم تصدر أى كلمة نابية من المدرجات، وكنا فى فترة سابقة نخجل من أن نشغل زر الصوت فى التليفزيون أمام الأطفال ونشاهد المباراة بطريقة البانتومايم. حصل فريق الزمالك على بطولة الكأس وعن جدارة، وكافح فريق الأهلى حتى آخر ثانية، وكان الشوط الثانى هو شوطه بجدارة، هذا هو المهم فى الرياضة، كفانا احتقانات، وكفانا مستويات رديئة وإخفاقات لمنتخبنا القومى الذى هو هدفنا فى النهاية من مثل تلك المسابقات.إذا تحولت الرياضة إلى مكايدات وشتائم وسباب وضرب تحت الحزام فقُل عليها السلام، والحمد لله أننا قد بدأنا ننتبه إلى أن الرياضة ليست كرة قدم فقط، فقد احتفينا ببسنت حميدة بطلة الجرى التى شرفتنا فى وهران فى أهم مسابقات ألعاب القوى وعروس الدورات الأولمبية، وهى مسابقة الجرى مائة متر، بدأنا نحتفى بفريق كرة اليد، بأبطال الاسكواش، رفع الأثقال، التنس، بدأ المصريون يتابعون بطلة تونس فى التنس التى وصلت لنهائى ويمبلدون، وبدأت معها الغيرة الإيجابية المحفزة والمستفزة للطاقات، وها هى صورة شيكابالا أكثر مَن تعرّض للتنمر فى تاريخ كرة القدم رغم أنه من أكثر اللاعبين موهبة فى المستطيل الأخضر، صورته مع الجميل مؤمن زكريا الذى التف الجميع، أهلاوية وزملكاوية، حوله واتفقوا على حبه لأنه بالفعل لاعب خلوق وفنان وموهوب، هذه الصورة ستصير أيقونة، وستكتب عهداً جديداً بين جماهير الفريقين، وستبدأ الفرجة على جماليات كرة القدم وليس فتونة كرة القدم أو ردح كرة القدم أو مباريات غيظ كرة القدم!نحلم برياضة تُخرج وتكتشف طاقات الشباب، نريد الرياضة سلوكاً يومياً لنا جميعاً، لا نكتفى بدور المتفرج فى المدرجات، ولكن لا بد لنا من الممارسة، ليس ضرورياً أن نكون جميعاً من رواد صالات الجيم، لكن من الضرورى أن نأكل طعاماً صحياً، وأن نمشى ونركب الدراجات ونفتح مراكز الشباب والنوادى لممارسة الرياضة، لدينا فى مصر أطول شواطئ على البحرين الأبيض والأحمر وما زلنا فى السباحة القصيرة متأخرين عن العالم المتقدم، رغم أننا لو تفوقنا فيها لأصبحنا فى مقدمة حاصدى ميداليات الذهب فى الأولمبياد، أجمل ما تسمعه الأذن هو موسيقى النشيد الوطنى والسلام الجمهورى أثناء رفع العلم، وبطل أو بطلة مصرية على منصة التتويج، إنه الحلم المشروع.