تاء التأنيث فى دراما رمضان لهذا العام لها تميّز خاص، منة شلبى فى «طلوع الروح» كانت محور الأحداث الرئيسى، لدرجة أن المسلسل حمل اسمها فى ثناياه، مرونة منة شلبى فى التفاعل مع الشخصية من الهدوء الأرستقراطى فى البداية مع زوج متردد ومهزوز، تتحول حياتها الهادئة فجأة إلى بركان عاصف، عندما يتحول الزوج إلى داعشى، تلحق به خوفاً على ابنها المصاب بالهيموفيليا.هناك فى الرقة تمر «روح» التى تجسدها «منة» بعدة منعطفات درامية مرعبة، محاولة هروب، سجن فى بيت ضيافة، ثم اقتراب من الإعدام، ثم تؤخذ سبية ثم هروب آخر.. إلخ، فى كل منحنى من تلك المنحنيات تؤدى منة شلبى باقتدار وحرفية وإحساس وتقمّص، تحبس أنفاسك معه، منة شلبى فى دراما هذا العام كانت الأفضل.كانت نيللى كريم فى «فاتن أمل حربى» متميزة أيضاً، مسلسل حرك مياهاً راكدة كثيرة، كانت لديها شجاعة المواجهة بدور تعرف جيداً أنه سيُثير الجدل، حافظت على الملامح الخارجية للشخصية بتفاصيلها الدقيقة، وأيضاً لم تفلت منها الملامح الداخلية التى تحمل مرارة دفينة وفى الوقت نفسه صلابة امرأة تحارب من أجل قضية، تأتى إلهام شاهين فى مسلسل «بطلوع الروح» لتواجه هجوماً أعنف وتتحمّل أقسى أنواع العنف اللفظى من كتائب ولجان الإخوان والمتطرفين، دور «أم جهاد» قبل عرض المسلسل حقّق معظم نجاح المسلسل، وجعل الجمهور ينتظره، حتى لو تم عرضه فى النصف الثانى من رمضان، الوحيدة التى وافقت على الدور بشجاعة كانت إلهام شاهين، وهذا وفّر على المسلسل مشواراً طويلاً ورحلة عصيبة لاجتذاب جمهور مشاهد، فى ظل استقرار المشاهد على مسلسلات النصف الأول من الشهر وصعوبة متابعة مسلسل جديد فى النصف الثانى، كره الجمهور الشخصية، وهو قمة النجاح لإلهام شاهين، جسّدت القسوة والعنف مختلطة بالغيرة وجرح الهجر ممن تحبه، كل التحية لإلهام شاهين، التى كان موقفها الفكرى من التطرف هو سر نجاحها قبل الأداء التمثيلى، فهذا الموقف هو الذى جيّش ميليشيات الإخوان على وسائل التواصل لمهاجمتها، وهكذا نجحت تاء التأنيث فى فرض وجودها على الدراما الرمضانية وكانت النجمات هن سر النجاح وخلطة التفوق.