احتفل «جوجل» أمس بذكرى ميلاد الشاعر السودانى الكبير الراحل محمد الفيتورى الذى دفع ثمن مواقفه المعارضة لنظام النميرى نفياً من وطنه الذى ذاب عشقاً لترابه وسحب الجنسية، فظل مطارداً حتى ذهب إلى ليبيا وحصل على جنسيتها ثم تكرر معه نفس الشىء بعد سقوط نظام القذافى، ففقد الجنسية والأمان، فسافر إلى المغرب حيث توفى هناك، يعد الفيتورى رائداً من رواد الشعر الحديث ومجدداً من حيث الموضوع والشكل، وقد تميز عن رواد هذه المدرسة الحديثة بأنه كان يحمل هم أفريقيا السمراء فى معظم كتاباته حتى فى الحب، كم نحتاج إلى أن نسمع أشعار الفيتورى السودانى الجميل فى هذا الوقت بالذات حيث تحلم السودان بالاستقرار والحرية والأمان. إلى من لم يعرف «الفيتورى» أو يقرأ له، أقدم لكم تلك الورود من حديقته الشعرية:أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقى وإذا الفجر جناحان يرفان عليكوإذا الحزن الذى كحل هاتيك المآقى والذى شد وثاقاً لوثاق والذى بعثرنا فى كل وادى فرحة نابعة من كل قلب يا بلادى أصبح الصبح وها نحن مع النور التقينا التقى جيل البطولات بجيل التضحيات التقى كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر فى الأرض بذور الذكريات أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا بالذى أصبح شمساً فى يدينا وغناء عاطراً تعدو به الريح فتختال الهوينى من كل قلب يا بلادى فرحة نابعة من كل قلب يا بلادى وهناك قصيدة أخرى جميلة عنوانها: «لو لحظة من وسنى»، تقول أبياتها:لو لحظة من وسنىتغسل عنى حزنى تحملنى ترجعنى إلى عيون وطنىيا وطنى..يا وطنى يا وطن الأحرار والصراع الشمس فى السماء كالشراع  تعانق الحقول والمراعى وأوجه العمال والزرّاعيا وطنى..أصبح الصبح كأن الزمن الماضى على الماء نقوش فارفعى راية أكتوبر فالثورة ما زالت تعيشوأنا ما زلت فى البعد أنادى يا بلادى يا مغانى وطنى..أجمل من فراشة مُجنحة على ضفاف المقرن الجميل أجمل من نوّارة مفتحة ترقد تحت ذهب الأصيل أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة فى صبحك الجليل يا فخر هذا الجيل يا وطنى..