مظاهرة حب فى ندوة المخرج الكبير عمر عبدالعزيز فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، حضرت ندوة تكريمه واقتربت إنسانياً منه واستمتعت بصحبته كما استمتعت بفنه من قبل، وقلت إن عمر ليس مجرد بصمة عابرة، ولكنه وشم لا يزول فى عالم الكوميديا السينمائية المصرية، أكثر من عشرين فيلماً سينمائياً يستخرج فيها الضحكة من بئر المرارة العميقة، لا يستخدم الكوميديا كمخدر، لكن يستخدمها كمنبه، الكوميديا فن العقل، وعمر عبدالعزيز كان يخاطب عقولنا من خلال تلك الكوميديا السوداء. أصر عمر عبدالعزيز على تجميع زملاء دفعته «٧٦» على منصة تكريمه، المخرج هانى لاشين، والمصور محسن أحمد، والسيناريست عاطف بشاى، فى لمحة لها دلالة الوفاء والحب والتفرد والتميز، طرحت الندوة موضوعاً مهماً أثارته المخرجة إيناس الدغيدى، لماذا يجلس كل هؤلاء الكبار فى البيت؟!، هانى لاشين وإيناس وبدرخان الذى يحمل المهرجان اسمه وغيرهم من العمالقة، لماذا الإصرار على قطع الجذور لتجف شجرة الفن؟، ليس منة أو منحة منا أن يعمل هؤلاء ويبدعوا، لكن لكى يتعلم الشباب، كما تعلم هؤلاء من الكبار قبلهم يوسف شاهين وحسن الإمام وبركات وصلاح أبوسيف وغيرهم. لا بد أن يزيد عدد دور العرض، لا بد أن يدخل ميدان الإنتاج السينمائى عدد أكبر من المنتجين لنرى التنوع، لا بد أن تعود دفة العمل السينمائى لاتجاهها الصحيح، المخرج يختار النجم وليس العكس، وهو أن يتحكم النجم فى كل تفاصيل العمل، عمر عبدالعزيز كحالة فنية متميزة لا بد أن يدرس سر نجاحه وتألقه ووجوده وسكنه فى قلوبنا حتى تلك اللحظة، مخرج لا يتنازل، مخرج منضبط الإيقاع، مخرج لا يتحكم فيه الممثل، مخرج يحلم بالمختلف دائماً، مخرج لديه حس وطنى، مخرج لا يفهم الكوميديا على أنها تهريج وتفاهة وإيفيهات لزجة ساذجة قبيحة، ولكنه يفهمها على أنها وسيلة بهجة وأداة تغيير ونافذة فرح وسعادة. عمر عبدالعزيز تعامل مع ملوك الارتجال بقمة الصرامة والفهم، متى يسمح بالاسترسال فى الارتجال ومتى يستخدم الفرامل والمكابح الفنية؟ سعيد بتكريم المخرج الجميل فنياً وإنسانياً «عمر عبدالعزيز»، وأتمنى عودته إلى الشاشة لينتشلنا من رتابة وسقم ما نشاهده من هلاوس وضلالات تحت اسم كوميديا الشباب.