أظهر بحث جديد أن نحو ثلث مرضى «COVID-19» يخرجون بحالات عصبية أو نفسية «طويلة المدى» بعد أشهر من الإصابة. أفاد الباحثون أن النتائج تشير إلى وجود صلة بين «COVID-19» ومخاطر أعلى للصحة العقلية والاضطرابات العصبية فى وقت لاحق. ركّز التحليل الجديد للبيانات على أكثر من 236000 ناجٍ من «COVID-19» وعلاقتهم بـ14 اضطراباً عصبياً وعقلياً، ووجدت أن 34٪ من المرضى تم تشخيصهم بمثل هذه الاضطرابات فى الأشهر الستة التالية للإصابة بفيروس كورونا الجديد. تراوحت هذه الاضطرابات من اضطرابات القلق إلى اضطرابات تعاطى المخدرات والأرق ونزيف المخ والسكتة الدماغية والخرف (نادر جداً)، وبالنسبة إلى 13٪ من هؤلاء المرضى، كان هذا أول تشخيص لهم. كتب جوناثان روجرز فى مقاله الافتتاحى: «للأسف، يميل الكثير من الاضطرابات التى تم تحديدها فى هذه الدراسة إلى أن تكون مزمنة أو متكرّرة». الدراسة نُشرت فى 6 أبريل فى The Lancet Psychiatry. كانت تشخيصات الصحة العصبية والعقلية أكثر شيوعاً لدى مرضى «COVID-19»، منها فى مرضى الإنفلونزا أو عدوى الجهاز التنفسى خلال الفترة نفسها الزمنية، قال مؤلفو الدراسة إن هذا يشير إلى أن «COVID-19» له تأثير فريد بين العدوى الفيروسية. قال «هاريسون»، أحد الباحثين: «هذه بيانات حقيقية من عدد كبير من المرضى. إنها تؤكد ارتفاع معدلات التشخيصات النفسية بعد COVID-19، وتظهر أن الاضطرابات الخطيرة التى تؤثر على الجهاز العصبى [مثل السكتة الدماغية والخرف] تحدث أيضاً». وأضاف: «فى حين أن الأخير نادر جداً، إلا أنه مهم، خاصة فى أولئك الذين أصيبوا بفيروس COVID-19 الشديد». لا تزال كيفية تأثير «COVID-19» على الدماغ غير واضحة، وكما أضاف المؤلف المشارك فى الدراسة ماكس تاكيه، من جامعة أكسفورد وقال: «نحتاج الآن إلى رؤية ما سيحدث بعد ستة أشهر، لا يمكن للدراسة الكشف عن الآليات المعنية، ولكنها تشير إلى الحاجة إلى إجراء بحث عاجل لتحديد هذه، بهدف منعها أو معالجتها». سلطت الدراسة الضوء على «زيادة خطر الإصابة بالأمراض العصبية والتشخيص فى الأشخاص المصابين بـ«COVID-19» مع زيادة المخاطر فى المرضى المصابين بفيروس «COVID-19» فى المستشفيات والمرضى المصابين بأمراض خطيرة». إذاً لم يعد «كوفيد -١٩» مرضاً تنفسياً فقط، بل صارت الأعصاب تتأثر بشكل كبير، يا ترى الدور بعد الجهاز العصبى سيأتى على مين؟ وأى جهاز سنكتشف أنه قد أضيف إلى قائمة الضحايا؟