مبروك للمغرب، سقطت الفاشية الدينية سقوطاً مدوياً فى الانتخابات المغربيةً، فقد تكبّد حزب العدالة والتنمية، المحسوب على تيار الإسلام السياسى، كما ذكرت «بوابة الأهرام»، هزيمة قاسية فى الانتخابات البرلمانية المغربية، بعد 10 أعوام قضاها فى رئاسة الحكومة، لصالح حزب التجمع الوطنى للأحرار برئاسة عزيز أخنوش، وتصدّر حزب التجمع الوطنى للأحرار نتائج الانتخابات بحصوله على 97 مقعداً من أصل 395 بعد فرز 96 فى المائة من الأصوات حتى وقت كتابة هذا المقال، أما حزب العدالة والتنمية، الذى وصل إلى رئاسة الحكومة فى 2011، فسجل تراجعاً مدوياً، إذ انخفضت حصته من 125 مقعداً فى البرلمان المنتهية ولايته إلى 12 مقعداً فقط فى البرلمان المقبل، من ضمن المدن التى طردت الإخوان شر طردة وفضحتهم وعرتهم كانت مدينة طنجة التى زرتها منذ ثلاث سنوات تقريباً وجلست مع شبابها المثقف المستنير وكنت متأكداً وواثقاً من أن شرارة التنوير ستنطلق من طنجة التى تتنفس حرية البراح التى اكتسبتها من امتداد البحر والمحيط اللانهائيين، خسر حزب العدالة والتنمية كل مقاعده البرلمانية فى مدينة طنجة، شمالى المغرب، بعد فرز 94 فى المائة من أصوات الناخبين. ما أسعدنى أيضاً هو فوز الممثلة والفنانة المغربية فاطمة خير بمقعد برلمانى وهذا يؤكد قيمة الإبداع ودوره فى التنوير، وأن التنوير شبكة وسلسلة متصلة الحلقات، فى نواتها وفى القلب، الفن والعلم، وكان رئيس الوزراء الفرنسى السابق مانويل فالس قد عبَّر قبل أيام من الانتخابات عن تفاؤله بإسقاط حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات التشريعية المرتقبة، «فالس» اعتبر أن انتصار الحركات الإسلامية فى بعض الدول قد أعطى دفعة للحركات الإسلامية المتطرفة والإرهابية فى آسيا وأفريقيا، لكن ما يحدث فى المغرب «يبعث على التفاؤل»، متوقعاً خسارة حزب العدالة والتنمية ذى التوجه الإسلامى، وفوز حزب التجمع الوطنى للأحرار بقيادة أغنى رجل فى المغرب عزيز أخنوش، بحسب المسئول الفرنسى السابق، فإن فوز أخنوش سيسهم إيجابياً فى العلاقات المغربية الأوروبية والفرنسية خاصة، كما سيمنح بديلاً فى المنطقة، عبر إنهاء حكم الإسلاميين، بعد 10 سنوات من الحكم منذ الربيع العربى. وكان «فالس» قد تحدث عن مشاريع أخنوش وتوجهه، مؤكداً أن وجود شخص بفكر حديث وعصرى ورجل أعمال وصاحب أفكار استراتيجية سيسهم بشكل واضح فى تحسن العلاقات وتطويرها مع المغرب، وكان المفكر المغربى سعيد ناشيد قد لخص أسباب الفوز السابق للعدالة والتنمية قائلاً: «ثمة تهميش مريب للمثقفين العقلانيين لقاء رهان خطر على أشباه مثقفين فاشلين وجشعين، وفوق كل ذلك ثمة قوى نجحت فى احتكار الكلام باسم الإسلام بعد أن قدمت نفسها حيناً من الدهر كمدافع عن إمارة المؤمنين ضدّ العلمانيين واليساريين والتقدميين، عموماً، إنها لعبة الابتزاز باسم الدين، وقد لا يكون من قبيل الصدفة أنه لم يعد هناك حديث عن أى مشروع حداثى ديمقراطى كما كان فى بداية عهده، لكن، لا ننسى أيضاً أزمة البدائل فى الدولة والمجتمع على حد سواء، هنا لدىّ رسالة واضحة، حين تكون أولوية الدولة تضييق الخناق على المثقفين العقلانيين، أو محاولة تعويضهم بأشباه مثقفين فاشلين وجشعين، فلا غرابة أن تجد نفسها مكشوفة أمام غزو الغلاة فى ساعة التمكين». مبروك للمغرب الانتصار على سماسرة الدين.