«كل طفل فنان.. المشكلة هى كيف تظل فناناً بمجرد أن تكبر». بيكاسو. «الفن يمكّننا من أن نجد أنفسنا ونفقد أنفسنا فى نفس الوقت». توماس ميرتون. «الصورة قصيدة بدون كلمات». هوراس. «الرسم سهل عندما لا تعرف كيف، ولكنه صعب جداً عندما تعرفه». إدجار ديجا. «الإبداع يحتاج شجاعة». ماتيس. تلك تعريفات مختلفة للفن من فنانين عالميين، لكنى توجهت بسؤالى وأرسلت إلى الفنان المصرى العالمى أمير وهيب سؤالاً عن معنى الفن بالنسبة إليه، فكانت إجابته: بداية عندما نتحدث عن «الفن» فنحن نتحدث عن «منتج» يتصف بـ«الإبداع» قام به شخص ما بالاعتماد على «ذاته» دون مساعدة أى «شخص» آخر، وأصبح له وجود مولود من العدم، وعادة هذا «المنتج» يكون «جميلاً» لأن عملية التفكير فى هذا النوع من «الخلق» تكون بجدية صادقة وبحق فى مشاعر نابعة من القلب والعقل معاً مما يزيدها فضيلة ونبلاً وخيراً، هذا المنتج عُرف على أنه «الفن»، وهذا الشخص الذى قام بهذه العملية عُرف بأنه «الفنان» وهذا الكلام ينطبق فقط على المبدعين الذين يقومون بهذا العمل من ذاتهم دون «أمر تكليف» أو «أمر تشغيل» أو «أوردر فى الاستوديو» أو «مشهد خارجى بقميص النوم» أو غيره، إنما من تلقاء نفسه، اعتماداً على «الموهبة» و«البصيرة» وبمنتهى البساطة والأريحية والرضا التام عن قناعة حتى لو كان عملاً شاقاً جداً ومرهقاً جداً وتكاليفه المالية باهظة جداً، إلا أن كل هذا لا يشعر به الفنان ولا ينتظر المدح والتصفيق ولا يحسبها حسبة «مكسب وخسارة»، أشهرهم فى هذا الشأن «النحات» و«الرسام» و«الشاعر» و«الكاتب» و«الموسيقى»، هؤلاء فقط هم «الفنانون».. من يجلس وحده ولا يشعر بـ«الوحدة» مهما طال الزمن بحثاً وتجريباً وإنتاجاً لما هو جميل، لذلك عُرفت أيضاً بـ«الفنون الجميلة». دور الفن مؤثر وهام وملهم، الفن قادر على رفع معنويات أى شخص مهما كان محبطاً، يكفى أن «نتأمل» عملاً فنياً جميلاً وسوف نشعر بتحسن شديد فى المزاج، رفع المعنويات هو رفع الذوق ورفع الأخلاق. انبثق من هذه الفنون الأولى، نوع «ثان» من الفنون، هى «التمثيل» و«الغناء» و«الرقص» و«السيرك»، ولذلك تُعرف بـ«الفنون الترفيهية» ومعروفة فى الغرب بـentertainment art لذلك سوف تلاحظ أن دخول هذه الأماكن بـ«تذكرة» ومكتوب فى بنودها «ضريبة ملاهى»، هى «ملاهى» فعلاً، وهدفها الأول «التسلية» ولا يمكن إغفال دورها المؤثر الهام أيضاً، إلا أنها تظل «درجة ثانية»، وبالتالى من غير المقبول تكريم «الثانى» وإهدار حق «الأول». ومثال على ذلك فيلم «دعاء الكروان»، الأول هو «طه حسين» و«الثانى» هم صنّاع الفيلم، ومن غير الأول، الثانى ليس له وجود، إذن كيف نظل، وبهذا الشكل المستمر الدائم لسنين طويلة، نكرّم «الصنايعية» على حساب «الفنانين». عملية النهوض شاقة ومحتاجة مجهود وعزيمة ورؤية اتجاه، مصر عايزة تروح فين؟ ترجع مكانها الطبيعى على قمة الأمم؟ الطريق هو هو لم يتغير، ارجع امسك «خريطة التفوق» من عهد الفراعنة، عمارة ونحت ورسم وتلوين.