يوم الاثنين الماضى، نبهت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» إلى زيادة ما زالت غير مؤكدة تماماً فى نسبة حدوث مرض عصبى نادر بين مَن تلقوا لقاح «جونسون آند جونسون»، هذا اللقاح الذى أقرته نفس هذه الإدارة فى ٢٣ أبريل من هذا العام. وعن هذا الجدل دار حوار بينى وبين د. ناجى إسكندر، أستاذنا فى «قصر العينى» والمهاجر إلى كندا، وقال لى: هذا المرض اسمه متلازمة جوليان باريه «Guillain Barré»، وقد يسمى بهذا الاسم نسبة إلى العالمين الفرنسيَّين اللذين وصفاه فى عام 1916، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التى تهاجم فيه الأجسام المضادة الأعصاب الطرفية، فيؤدى ذلك إلى ضعف وربما شلل فى العضلات وإحساس بالشكشكة فى الأطراف، ويمتد الضعف ليصيب الجزء العلوى من جذع الجسم، ويحتاج 15% من المرضى إلى أجهزة التنفس الصناعى، ويؤدى هذا المرض إلى وفاة 5% من المصابين به، ولكن يتشافى منه معظم المرضى تماماً وذلك فى غضون أسابيع أو عام من بدء الإصابة. وهذا المرض النادر تصل نسبته فى العموم إلى واحد بين كل مائة ألف من البشر. ويمكن أن يحدث هذا المرض كنتيجة لأى إصابة فيروسية، أو عقب إجراء جراحة، أو مع بعض اللقاحات وأشهرها لقاح الإنفلونزا، حيث تصل نسبته إلى واحد فى المليون بين من تلقوا لقاح الإنفلونزا. هوامش: احتمال الوفاة من فيروس الإنفلونزا واحد لكل عشرة آلاف من المصابين، واحتمال الإصابة بمتلازمة «جاليان باريه» بسبب مرض الإنفلونزا عشرة أضعاف احتمال الإصابة به بسبب لقاح الإنفلونزا، وهذا يؤكد أهمية اللقاحات. أما فى حالة لقاح «جونسون آند جونسون» فقد بلغت نسبة الإصابة بالمرض ضمن من تلقوا هذا اللقاح 8 فى المليون، فقد أصيب به نحو مائة فرد من بين 12.8 مليون ممن تلقوا اللقاح. وتحدث الإصابة بالمرض بعد 3 - 6 أسابيع من تعاطى اللقاح، ولا تزيد نسبة الوفاة بينهم -كما ذكرنا- على 5%. ومعظم المصابين بهذا المرض من الرجال فوق سن 50 عاماً، ويزداد احتمال الإصابة كلما تقدم عمر الإنسان، فيزيد احتمال حدوث المرض بنسبة 20% لكل عقد من العمر . هوامش: حدوث الجلطات الدموية مع لقاح «جونسون آند جونسون» و«أسترازينيكا» تصل نسبته إلى 7 فى المليون ومعظمهم من النساء تحت سن 50 عاماً ونسبة الوفاة من هذه الجلطات بلغت 20%. الخلاصة: ١- فى وسط حرب اللقاحات وندرتها وحيث لا يوجد ترف الاختيار بين اللقاحات فأفضل لقاح هو اللقاح المتاح. ٢- ما زال احتمال الوفاة بسبب وباء «كوفيد ١٩» وخصوصاً مع وجود «المتحور دلتا» سريع الانتشار -أكثر من ضعف سرعة انتشار الفيروس الأصلى- أكبر كثيراً وبما لا يقارن من احتمال الوفاة بسبب كل مضاعفات اللقاحات. ٣- لا يوجد لقاح، بل ولا عقار فى العالم بدون أعراض جانبية، وعليه فنحن نضاهى فى النهاية المزايا فى مواجهة الأضرار. وعليه، فلا داعى لأن يتملكنا الرعب من فكرة تلقى اللقاحات، فكل اللقاحات فى العموم أولاً: فعَّالة بنسبة معتبرة ضد الفيروس الأصلى وكل أفراد عائلته من المتحورات خاصة المتحور دلتا. وثانياً: آمنة إلى حد كبير. وفى النهاية، فإن خطورة تلقى اللقاحات لا يمكن أن تقارن بحال من الأحوال بخطورة الوفاة -لا قدر الله- نتيجة العدوى بفيروس «كوفيد ١٩» ومتحوراته.