عندما شاهدت على الشاشة لحظة وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مطار بغداد واستقبال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمى وأهل العراق له بالدبكة والموسيقى، مر أمامى شريط التاريخ الذى ينحنى حباً واحتراماً لمدينة ساهمت فى رحلة الحضارة بعطاء لا ينسى، وإنى لواثق أن بغداد والعراق ودجلة والفرات ستحتل مرة أخرى مكانها اللائق اللامع المتميز على خريطة الحداثة، لم يغازل الشعر مدينة مثلما غازل بغداد، ولم يحب الشعر وطناً مثلما أحب العراق، وأنا شخصياً لا أشتاق إلى زيارة مدينة مثلما أشتاق لزيارة بغداد، واليوم سأستضيف فى مساحتى المتواضعة بعض الأبيات التى يسكنها حب بغداد والعراق: قال أحمد شوقى عن بغداد: دع عنك روما وأثينا وما حوتا كل اليواقيت فى بغداد والتؤم دار الشرائع روما كلما ذكرت دار السلام لها ألقت يد السلم ما ضار عنها بياناً عند ملتام ولا حكتها قضاء عند مختصم وقال على الجارم: بغداد يا بلد الرشيد ومنارة المجد التليد وقال نزار قبانى: مد بساطك واملئى أكوابى وانس العتاب فقد نسيت عتابى عيناك يا بغداد منذ طفولتى شمسان ناعمتان فى أهدابى لا تنكرى وجهى فأنت حبيبتى وورود مائدتى وكأس شرابى بغداد جئتك كالسفينة متعباً أخفى جراحاتى وراء ثيابى بغداد عشت الحسن فى ألوانه لكن حسنك لم يكن بحسابى ماذا سأكتب عنك يا فيروزتى هواك لا يكفيه ألف كتاب قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتى وحبيبتى تبقين بعد ذهابى ويقول الشاعر أحمد رامى: إيه بغداد والليالى وكتاب ضم أفراحنا وضم المآسى عبث الدهر فى بساتينك الغناء والدهر حين يعبث قاسٍ فتصديت للغزاة وجابهت إذا هم مثل الجبال الرواسى وقالت سعاد الصباح فى قصيدتها «قصيدة حب إلى سيف عراقى»: أنا امرأة قررت أن تحب العراق وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة فمنذ الطفولة كنت أكحل عينى بليل العراق وكنت أحنى يدى بطين العراق وأترك شعرى طويلاً ليشبه نخل العراق أنا امرأة لا تشابه أى امرأة أنا البحر والشمس واللؤلؤة مزاجى أن أتزوج سيفاً وأن أتزوج مليون نخلة وأن أتزوج مليون دجلة مزاجى أن أتزوج يوماً صهيل الخيول الجميلة فكيف أقيم علاقة حب إذا لم تعمد بماء البطولة وكيف تحب النساء رجالاً بغير رجولة أنا امرأة لا أزيف نفسى وإن مسنى الحب يوماً فلست أجامل أنا امرأة من جنوب العراق فبين عيونى تنام حضارات بابل وفوق جبينى تمر شعوب وتمضى قبائل فحيناً أنا لوحة سومرية وحيناً أنا كرمة بابلية وطوراً أنا راية عربية وليلة عرسى هى القادسية