من يعتبر أن ألوان أجنحة الفراشات خطيئة فيقرر قصقصتها كى لا تثيره فهو إنسان مريض يجب وضعه فى مصحة أو فى جبلاية، من أثاره وهيج مشاعره فستان الطالبة حبيبة هو شخص مكانه كهوف زمن الديناصورات أو عنبر الخطرين، بنت صغيرة تذهب إلى الامتحان بفستان بسيط جميل لا يحمل أى إغواء أو إغراء، مجرد فستان كانت ترتديه أمهاتنا فى الستينات وجداتنا فى الأربعينات، قامت الدنيا ولم تقعد، سألها الموظف هل أنت مسيحية؟ وتنمرت عليها موظفة منتقبة وأخرى بخمار وسألتها واحدة لماذا لم تلبسى البنطلون؟ ونعتتها الأخرى بقلة الأدب، وسخرت الاثنتان من كونها إسكندرانية، وكأن الإسكندرية بلد الجمال والرقى هى علبة من علب الليل! ما حدث هو حصاد عشرات السنوات من إهمال ما يحدث من فقدان للهوية وانتشار الأفكار السلفية كالسرطان فى نخاع الوطن، وإغفال التشوهات الاجتماعية وتضخم غدة الوصاية والحسبة، وكراهية الجمال والتآلف مع القبح. تحليل وقراءة ما حدث للطالبة حبيبة يحمل عدة رسائل ودلالات لا بد أن ننتبه إليها: - ما قاله عصام العريان عن أن توزيع الخمار فى الجامعة كان معركة الإخوان الكبرى، معركة حياة أو موت، وهانحن نحصد ثمرات ما بذروه، تم التمييز فى الشارع، وصار الموظف فى الجامعة عندما يرى فتاة بدون حجاب يعتبرها مسيحية فوراً، ويتعامل معها بمنطق استعلائى عنصرى تكفيرى، سكين الإخوان طعن المواطنة فى مقتل، ورسخ الفرز الطائفى منذ بداية الثمانينات. - الحشرية الغلسة والوصاية اللزجة والاقتحام الغبى لحياة الآخرين ومساحاتهم الشخصية، الموظف ما له يسألها مسلمة ولا مسيحية؟ مراقبة الامتحان هل هى تراقب برشام الغش أم تراقب خصلات الشعر؟ هل هى مصمم أزياء أو ترزى حتى تأمرها بالبنطلون وتصنفها على أنها قليلة الأدب وعديمة التربية لأنها لا ترتديه؟! · المراقبة تقول لزميلتها أصلها كانت محجبة وقلعت الحجاب!! وانت مالك؟! هذا هو الرد الطبيعى المهذب، لكن البنت أسقط فى يدها وهى تتعرض لافتراس مع سبق الإصرار والترصد، واستباحة مع خروج عن كل قواعد اللياقة والذوق، هل فستان البنت شغلك إلى تلك الدرجة لكى تتركى لجنتك وتجلسى للبحث فى تاريخ البنت؟! هل الهستيريا نتيجة أن بنات كثيرات يخلعن الحجاب الذى يمثل للسلفيين والإخوان أداة سيطرة؟ الحكم على البنت من خلال قطعة قماش هو قمة الفراغ. - كان يجب على المتحدث الإعلامى للجامعة أن يدافع عن حرية البنت أولاً، ويؤكد أن الجامعة ليست مكاناً للقمع أو لفرض العقد النفسية للبعض على بنات فى عمر الزهور، لا أن يحول الأمر ويختزله فى خطأ البنت الإدارى فى عدم التقدم بشكوى مكتوبة للعميد! - ما حدث لحبيبة طالبة طنطا هو خطوة فى رحلة ترهيب وخطة تخويف من الفاشية الدينية لبنات الجامعات، سيرجمون البنات بالكلمات، ويتحرشون بالخارجات على الكتالوج الإخوانى السلفى، يا أى حبيبة البسى فستانك ولا تهتمى ولا تخافى من أى حاقدة على جمالك، تريد دفن الأخريات ليشاركنها قبحها الداخلى والخارجى.