الصين تكتشف أول حالة بشرية محتملة لسلالة إنفلونزا الطيور «H10N3». هذا هو المانشيت الذى احتل صدارة الصحف والخبر الذى استولى على اهتمام مشاهدى برامج التوك شو ونشرات الأخبار فى العالم، بدأت التساؤلات: هل هذا وباء كارثى قادم سيضيف أسواراً على حياتنا التى صارت أشبه بمعاقل جوانتانامو؟، وارتفعت أصوات الاستنكارات: تانى يا صين تانى!! إحنا مالحقناش نشفى من الكورونا لنجد إنفلونزا الطيور ومن الصين أيضاً!!، لكن من هو أول مريض انتقل إليه الفيروس، قالت لجنة الصحة الوطنية هناك إن المريض، وهو رجل يبلغ من العمر 41 عاماً ويعيش فى مدينة تشنجيانج، نُقل إلى المستشفى فى 28 أبريل بعد ظهور أعراض الحمى عليه. تم تشخيص إصابته بفيروس «H10N3» بعد شهر، على الرغم من أن الرجل لا يزال تحت الإشراف الطبى، فإن حالته وُصفت بأنها مستقرة وليست خطيرة، ولم يتضح من البيان كيف أصيب بالفيروس. تأتى أخبار الإصابة بفيروس «H10N3» وسط الدمار الذى أحدثته جائحة كوفيد -19، الذى تم تحديده لأول مرة فى الصين ويعتقد على نطاق واسع أنه وصل إلى البشر من الخفافيش من خلال شكل من أشكال انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ، وهناك جدل الآن حول ما إذا كان مخلقاً فى المعمل أم انتقل بصورة طبيعية، ولعلنا لا ننسى أن سلالة مختلفة من إنفلونزا الطيور، والمعروفة باسم H7N9، أدت إلى وفاة نحو 300 شخص خلال تفشى المرض بين عامى 2016 و2017، لكنّ أنواعاً مختلفة من إنفلونزا الطيور صارت شائعة فى الصين، وبسبب المراقبة المتزايدة للفيروسات، فمن السهل نسبياً العثور عليها فى البشر. على عكس H7N9، كان لا يوجد دليل على أن «H10N3» يمكن أن ينتشر بسهولة بين البشر. قال جريجورى جراى، عالم أوبئة الأمراض المعدية فى جامعة ديوك، لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: «كلما بحثنا عن فيروسات جديدة كسبب للمرض بين المرضى، زاد احتمال العثور عليها»، وكتبت ألكسندرا فيلان، محامية الصحة العالمية فى مركز علوم الصحة العالمية والأمن التابع لجامعة جورج تاون، على تويتر أن الناس يجب أن يكونوا «متيقظين ولكن غير قلقين» بشأن الأخبار، مضيفة أن الانتشار بين الأنواع لا يعنى فى حد ذاته وجود خطر وبائى، وقالت لجنة الصحة الوطنية الصينية أيضاً إن فيروس «H10N3» تسبب فى مرض أقل خطورة بين الطيور. ووضعت السلطات الصينية جميع المخالطين للرجل تحت المراقبة الطبية، وقالت إن المخالطين لم يظهروا أى أعراض، وقد طُلب من السكان المحليين أن يظلوا يقظين، وأن يرتدوا قناعاً وأن عليهم زيارة الطبيب إذا عانوا من أى أعراض للإنفلونزا. كما نصحوا بمحاولة تجنب الاتصال الوثيق بالطيور، ميتة أو حية. باختصار ما قالته اللجنة إن فيروس «H10N3» منخفض الضراوة أو أقل حدة نسبياً فى الدواجن وإن خطر انتشاره على نطاق واسع منخفض للغاية، قال فيليب كلايس، منسق المختبر الإقليمى لمركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة فى المكتب الإقليمى لآسيا والمحيط الهادى، إن السلالة «ليست فيروسات شائعة جداً»، وأضاف أنه تم الإبلاغ عن نحو 160 عزلة فقط من الفيروس فى 40 عاماً حتى 2018، معظمها فى الطيور البرية أو الطيور المائية فى آسيا وبعض أجزاء محدودة من أمريكا الشمالية، ولم يتم اكتشاف أى منها فى الدجاج حتى الآن. وأضاف «كلايس» أن تحليل البيانات الجينية للفيروس سيكون ضرورياً لتحديد ما إذا كان يشبه الفيروسات القديمة أو إذا كان مزيجاً جديداً من الفيروسات المختلفة.