هذا هو أكثر سؤال قد تكرر خلال الفترة الأخيرة منذ أن بدأت ثورة لقاحات كوفيد فى الظهور تباعاً حتى وصلت إلى ستة لقاحات والباقى فى الطريق، قد تكون من بين أكثر من 170 مليون شخص تناولوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا، أو ربما لا تزال تنتظر دورك، سواء كنت هذا أو ذاك فأنا متأكد من أن السؤال الذى يسيطر عليك الآن هو: إلى متى ستحمينا اللقاحات من «COVID-19»؟ اللقاحات التى تم تطويرها هى فعلاً فعالة فى الوقاية بنسب مختلفة لكن الأهم هو فاعليتها فى تخفيف شراسة المرض لو حدثت العدوى، لكن الذى ما زال مبهماً وغير واضح هو المدة التى تمنح فيها اللقاحات المناعة، وما إذا كانت اللقاحات بحاجة إلى التعديل لمحاربة المتغيرات الناشئة للفيروس، وما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعات معززة لاحقاً، كل ما نعرفه حتى الآن هو الآتى، وقد لخّصته إحدى المجلات المهتمة بالطب والتى تصدر فى نيويورك. متى تبدأ المناعة؟ بعد تلقى اللقاح، يستغرق جسمك أسابيع ليطور أجساماً مضادة لمكافحة الأمراض تجعلك محصّناً، كما يقول الدكتور بيتر جوليك، خبير الأمراض المعدية فى جامعة ولاية ميشيغان، تحدث الحماية الكاملة بعد أسبوعين من الجرعة الثانية من لقاح Pfizer-BioNTech أو Moderna، وبعد أسبوعين من لقاح Johnson & Johnson الذى يتم لمرة واحدة، هو بالطبع يتحدث عن لقاحات أمريكا، و نفس الكلام ينطبق على أسترازينيكا، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه فى دراسة أجريت على ما يقرب من 4000 من العاملين فى مجال الرعاية الصحية، كانت جرعة واحدة من لقاح فايزر ولقاح موديرنا فعالة بنسبة 80 فى المائة فى الوقاية من العدوى، وجرعة ثانية فعالة بنسبة 90 فى المائة، وقد أشار الدكتور أنتونى فوسى إلى أن الاعتماد على الجرعة الأولى فقط يوفر حماية «ضعيفة». ما مدة الحماية؟ الموقف الرسمى لمركز السيطرة على الأمراض (CDC) هو «لا نعرف»، وقد أخبر جوليك أنتليجنسر: «لقد بدأنا للتو فى فهم المدة التى قد تستمر فيها هذه المناعة». جاء جزء من الإجابة الأسبوع الماضى من شركة فايزر، التى أعلنت أن الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح والمناعة القوية التى تحفزها تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل بين الأفراد الذين تم تلقيحهم. يشير بحث جديد أيضاً إلى أن الحماية التى يوفرها لقاح Moderna تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، هذا لا يعنى أن المناعة من هذه اللقاحات تتوقف عند ستة أشهر، إنها المدة التى تتم خلالها متابعة المتطوعين فى التجارب السريرية للقاحات. يقول جوليك إن «بعض الخبراء قد يقولون إن الأمر قد يستمر لفترة أطول، لكن ليس لدينا إجابة جيدة حتى الآن». وقال عالم الأحياء والأستاذ السابق فى جامعة هارفارد «ويليام هاسيلتين» لمجلة The Atlantic: «لقاحا Moderna وPfizer هما تقليدان جيدان للعدوى الطبيعية... لكن من المهم حقاً التأكيد على حقيقة أن هذه اللقاحات من المحتمل أن تكون حماية مؤقتة، سنة أو ربما سنتين». وقال تشونوى تشى، مدير مركز الصحة العالمية فى جامعة ولاية أوريغون، لصحيفة واشنطن بوست، إن عدة عوامل قد تؤثر على مقدار الحماية التى توفرها اللقاحات ومدة الحماية. على سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين لديهم استجابة مناعية أقوى للقاح سينتجون المزيد من الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة، وبالتالى يتمتعون بمناعة أقوى، لكنه يضيف أنه لا يوجد حالياً دليل يثبت أن الاستجابة المناعية الأقوى ستزيد من مدة المناعة، العامل الآخر هو ما إذا كانت هناك متغيرات جديدة أكثر عدوى يمكن أن تقلل من فاعلية اللقاح، قال جوليك: «مع مرضاى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعانون من ضعف المناعة، أحذرهم دائماً: لقد حصلت على اللقاح، وستحصل على مناعة، لكن كن حذراً وحافظ على ارتداء الماسك». هل سنحتاج إلى جرعات معززة؟ يعتقد الخبراء أن جائحة كوفيد من المرجح أن تظل كوباء مدة طويلة، مما قد يتطلب جرعات معززة لتقوية المناعة، قال «فوسى» فى نوفمبر الماضى: «نحتاج إلى التخطيط لأن هذا شىء قد نحتاج إليه للحفاظ على سيطرتنا بشكل مزمن» وأضاف: «قد يكون شيئاً مستوطناً، وعلينا فقط أن نكون حذرين بشأنه». إن المقارنة الجيدة لما سيبدو عليه «COVID-19» فى المستقبل هى الإنفلونزا، وهو مرض تنتج أحياناً متغيرات مقلقة تسبب تفشى المرض، يحصل الملايين من الأشخاص بشكل روتينى على لقاح الإنفلونزا كل عام، وقد تمت صياغة هذه اللقاحات لمكافحة أحدث طفرات فيروس الإنفلونزا، حالياً تدرس شركتا Pfizer وModerna ما إذا كانت الجرعة المعززة قد تكون مفيدة فى الحفاظ على حماية «COVID-19» بعد التطعيم الأوّلى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمتغيرات ومتحورات مثل تلك التى تم اكتشافها لأول مرة فى بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، قال أوجور شاهين، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لشركة BioNTech، شريك Pfizer فى تطوير اللقاح، فى بيان صحفى: «تتيح لنا مرونة منصة لقاح mRNA الخاصة بنا تطوير لقاحات معززة تقنياً فى غضون أسابيع إذا لزم الأمر»، وتقوم شركة Johnson & Johnson أيضاً باختبار معززها الخاص. يعتقد «جوليك» أنه ستكون هناك حاجة لتطوير اختبار لقياس الأجسام المضادة لدى الأشخاص، ويقول: «من الناحية النظرية يمكننا أن نراقب ونقول: حسناً، تنخفض مستويات الأجسام المضادة لديك الآن، نحن بحاجة إلى لقاح معزز أو أى لقاح آخر، أو لقاحك جيد»، كما يقول. يعمل الخبراء على هذا الاختبار، لكنه يقول، «لأننا لا نملك ذلك الآن، كل شىء هو نوع من التخمين».