أهم قرار فى ٢٠٢١ هو ما قاله الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء الماضى عندما أعلن دعمه للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات «كوفيد ١٩». إنه قرار تاريخى ثورى، وخطوة جبارة فى سبيل القضاء على مهزلة العنصرية فى توزيع اللقاحات على العالم، والقضاء على مبدأ لا للفقراء، وحقهم فى الحياة على هذا الكوكب، القرار ليس سهلاً وسيواجه صعوبات رهيبة. ونظرة على أرقام المكاسب والأرباح التى دخلت إلى جيوب وخزائن شركات الأدوية تضع أيدينا على حجم التحدى. على سبيل المثال، قالت شركة «فايزر» يوم الثلاثاء إنها تتوقع أن تصل مبيعات لقاحات «COVID-19» إلى 26 مليار دولار على الأقل هذا العام، تخيل كم الخسارة التى ستُصاب بها تلك الشركات، لكن الوضع الحالى مع ظهور السلالة الهندية المتحورة جعل العالم يعيد النظر فى تلك الأولويات الاقتصادية واتفاقيات التجارة العالمية، وستوافق منظمة التجارة بدولها الـ١٤٦ على هذا القرار الأمريكى المستجيب لدعوة دولتين هما الهند وجنوب أفريقيا، الهند منفردة بلغ عدد إصاباتها ٤٠٠ ألف يومياً، وهو رقم مرعب يستدعى استنفار العالم كله، خاصة العالم المتقدم الغنى، الهند كانت من قبل تستطيع إنتاج أى دواء عالمى بسرعة، لأن البنية التحتية لصناعة الدواء عندها قوية ومتقدمة، لكن نحن فى وضع لا يحتمل التأجيل والانتظار حتى تفك الهند الشفرة السرية، وهذه ليست أول مرة تساعد فيها شركات الأدوية الدول النامية والفقيرة لمجابهة الأوبئة بالتنازل عن حق الملكية الفكرية واحتكار المادة الفعالة، فعلتها إحدى الشركات مع أدوية الإيدز فى أفريقيا، وفعلتها شركة «جلياد» مع مصر فى «السوفالدى» حين سمحت للشركات المصرية بتصنيعه ووفرته بسعر زهيد بعشرات الجنيهات، بعد أن كان بعشرات الآلاف، وفعلها من قبل سولك العظيم صاحب لقاح شلل الأطفال الذى تنازل عن براءة الاختراع الذى كان سيُدر عليه الملايين، وقال إن اللقاح كضوء الشمس لا يتم احتكاره، واعتبرها جريمة. نحن أمام خطوة مشابهة لخطوة أرمسترونج على سطح القمر، فنحن نتجه إلى مرحلة الأدوية المخلقة بالهندسة الوراثية والتى سيصبح ثمنها بالملايين وستحتكرها الدول الغنية فقط، فهل سيخرج الفقراء من التاريخ ويجهزون مقابرهم الجماعية؟!، وصف رئيس منظمة الصحة العالمية خطوة بايدن بأنها «لحظة تاريخية فى مكافحة كوفيد 19». وقالت كاثرين تاى، التى دعمت المفاوضات فى منظمة التجارة العالمية، فى بيان لها: «هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لوباء كوفيد -19 تستدعى اتخاذ تدابير استثنائية». هذا هو الحل الوحيد لتلك الكارثة الوبائية بأن نفكر كبشر لا تجار