نفس الجمهور الذى صفق لهيئة كبار العلماء عندما أصرت على الطلاق الشفوى وتحدت الدولة، هو نفس الجمهور «اللى زعلان قوى» وغضبان جداً من هنا بطلة لعبة نيوتن لأنها تزوجت من مؤنس بمجرد أنها طلقت شفهياً!! أخيراً أدركتم أن الطلاق الشفوى يخرب بيوتاً ويدمر أسراً ويحرق مجتمعات، عرفتم وتأكدتم بالدراما لكنى متأكد أن المهم عند كثير من أفراد المجتمع الذى صار مزاجه سلفياً، أن بيزنس التراث وسبوبة الماضى تظل مسيطرة وكسبانة ورابحة، هوجمت كثيراً يوم أن تحدثت فى هذا الموضوع فى برنامج «يتفكرون» منذ حوالى ستة أشهر، واليوم للتذكرة وليس للدفاع عن نفسى أعرض لكم ملخصاً لما قلته فى الحلقة لعله يفتح باب النقاش من جديد: • فى بلادنا تتزوج المرأة رسمياً بوثيقة، وتُطلق عرفياً بمجرد كلمة «انتى طالق»، هذه الجملة من كلمتين، لكنها تهدم بيوتاً، وتفكك مجتمعات، وتخرب حياة أسر وأهالى، هناك حالة طلاق كل 4 دقائق فى مصر، جعلت رأس الدولة يطالب بتوثيق الطلاق الشفوى لكن المؤسسات الدينية رفضت اعتماداً على إجماع الفقهاء. • المؤيدون لعدم وقوع الطلاق إلا بالتوثيق يعتمدون على أن الزواج هو بالتوثيق أيضاً، فلماذا لا يكون الطلاق بنفس الطريقة؟ • المواطنون يسألون دائماً «هل الدولة طرف فاعل، وشاهد حاضر فى الزواج والطلاق، أما أنها شئون شخصية يجب على الدولة أن تتنحى بعيداً عنها». • المؤسسة الدينية تقر بوقوع الطلاق الشفوى وتترك للزوج الحرية المطلقة فى تطليق الزوجة أو ردها قبل انقضاء العدة، وربما أنكر الزوج وقوع الطلاق أو تلاعب بالألفاظ، للحيلولة دون منح المرأة حقها أو الإقرار بتحريرها من عقدة النكاح، مما دعا الحقوقيين والنشطاء إلى المطالبة بعدم اعتماد هذا النوع من الطلاق وضرورة توثيق الطلاق حضورياً منعاً للتلاعب وإهدار حقوق المرأة وإهانتها ولتسهيل عملية حصولها على حقوقها المترتبة على الطلاق، كذلك حماية الأسرة من الأهواء والقرارات الانفعالية فى لحظات الغضب. • الرأى المدنى الذى يعتبر الزواج بعقد والطلاق بعقد وما بينهما حقوق وواجبات، يصطدم بإصرار المرجعيات الدينية على وقوع الطلاق لفظاً فى إحالة الأمر كله إلى ضمير الزوج وإقراره، وهو الأمر الذى ما زال يثير جدلاً كبيراً إلى هذه اللحظة.