وصلتنى هذه الرسالة من د. رامى سرى الدين، بمناسبة إضراب الأمس للأطباء، أنقلها دون تعليق «أكتب إليك الآن ولا أعرف ما هو الرجاء من هذا ولا أعرف من أين أبدا، لا أعلم هل أنا حزين أم محبط أم هل كنت متفائل أم كنت حالم، إضراب يوم 10/5، مصيبة وجاية علينا مش عشان، لا قدر الله، إن الإضراب ده رمزى وإن نسبة الضرر للمريض مش عالية، ده مصيبة لأنه البداية، بداية الكفر بما آمنا، الكفر بأن الطب مهنة سامية كرمنا فيها الله بالتعامل مع أعظم وأنقى ما خلق، بداية الكفر بمبدأ تقديم العلاج للكل بغض النظر عن دينه أو ذنبه، شريف أو حرامى، ذكر أو أنثى، الكفر برسالة المحاولة مع المريض حتى إن لم يكن هناك أمل فى شفائه أو إنقاذه، اللى يموت يموت واللى يعيش يعيش، ربنا عاوز كده ويللا نفسى.

آه والله... آه والله.. إحنا كفرنا، بلدنا كفرتنا، من غلبنا مش عارفين نعمل إيه، النهارده إضراب جزئى لكن بعد كده لما تبقى الأمور ماشيه فى سكة إضراب، طب اضرب رأسك فى الحيط، إحنا يعنى خسرانين إيه دا إحنا بناخد أقل من أجر الحمار اللى على الكارو، خلاص إحنا قربنا قوى من الفكرة دى، تخيل حضرتك الأطباء الشباب بيقبضوا كام؟، متوسط 350 جنيه «راتب» وحوالى 500 جنيه «حوافز»، خد بقى الخبر ده حوافز شهر 2 مصروفة من أسبوع وحوافز شهور 3 و4 و5 لسه بدرى، تخيل طبيب عايش بـ350 جنيه بياكل ويشرب ويسكن ويركب مواصلات هو ومراته وطفله!!!!

ممكن يعمل إيه ف البلد، بلاش كده شوفت الأطباء بيشتغلوا فى مكان عامل إزاى!، طب شوفت سكن الأطباء، ميزانية واقعة لما نقول عايزين نزودها يقولولنا ظروف البلد لا تسمح، وبعد كده يطلع وزير المالية يغيظنا ويقولنا هنرفع ميزانية الداخلية!!!!،

عشان 3 أو 4 أقسام باظو و6 سجون هيركبولهم بيبان جديدة وهيشتروا قد خمس مدرعات صينى بدل اللى اتحرقوا، لما قلنا زودولنا الرواتب قالوا معلش الاقتصاد واقع وراحوا رافعين كام هيئة كده 100%، أصل التقشف ده على الأطباء بس. لم يؤخذ فى الاعتبار أن الطبيب يدرس 7 سنوات بالإضافة إلى سنة الامتياز فبالتالى الطبيب يحتاج إلى 8 سنوات للالتحاق بسوق العمل،

ثانيا: لم يُراع بدل الخطورة للمهنة (العدوى) أو الإصابة بالأمراض، فبأى حال من الأحوال لا توجد أى مهنة فى العالم تكون فيها نسبة الإصابة بأمراض أو التعرض لها كما هى موجودة عند الأطباء، وبالتالى يجب صرف بدل عدوى لا يقل بأى صورة من الصور عن الراتب (نسبة 100%)،

ثالثاً: لم يُراع عدد ساعات العمل، فأغلب المهن تعمل بدوام ست ساعات فى اليوم فقط، أى ما يقرب من 36 ساعة فى الأسبوع، وبالتالى عند حساب عدد ساعات العمل للطبيب سنجد أنه يساوى 36 ساعة فى الأسبوع مضافاً إليها عدد ساعات النبطشيات ويجب معها زيادة الراتب إلى الضعف.

فى النهاية ربنا يستر، إحساسى بيقولى سافر بره، أحسن يا دكتور اللى جاى مش تمام، وربنا يسترها على الدكاترة، وعلى المرضى، وعلى الدولة، وعلى البلد كمان».