صدر كتاب «كشف البهتان» فى ميعاده بالضبط، واستطاع مؤلفه عبدالرحيم على، الباحث المتخصص فى دراسة الحركات الإسلامية، أن يضع أيدينا على تناقضات الإخوان المسلمين وكشف ما هو استراتيجى وما هو تكتيكى فى فكرهم، فالتكتيك مرحلى لاكتساب أنصار جدد وتزييف وعيهم بأنهم حركة لا تعرف العنف وتتسامح مع الأقباط وتعلى من شأن المرأة،

أما الاستراتيجية الفكرية التى كشف عنها مؤلف الكتاب، فتقوم على أن العنف هو لحمة وسداة نسيج تفكيرهم، وأن الأقباط، وجميع الديانات الأخرى، بل وكل مسلم لا يتفق مع تفكيرهم، هم كفرة إلى أن ينخرطوا فى تنظيمهم، أما المرأة فهى وسواسهم المزمن، مجرد كائن هامشى يثير الغريزة، والشفاء منها لا يتأتى إلا بحبسها فى المنزل لأنها ناقصة عقل ودين ويسكنها شيطان وهى وقود جهنم!

يبدأ عبدالرحيم كتابه من الجذور، حيث يقف سيد قطب فى مقدمة المشهد زارعاً بذور التفكير الجهادى العنيف، وصك مصطلحات الحاكمية والجاهلية وحزب الشيطان والطاغوت.

وضح المؤلف، باقتباسات من كتابات زعماء الجهاد والجماعات الإسلامية، كيف صدّر قطب فكر العنف الى صالح سرية والظواهرى والزرقاوى، وكيف تفرعت من شجرة فكره التكفيرى غابة التطرف وأحراش تنظيمات القتل والذبح.

كشف المؤلف بهتان مقولة إن الإخوان لم يستخدموا العنف إلا ضد الإنجليز والصهاينة، وسرد وقائع العنف الرهيبة التى كانت فيها طلقة الرصاص هى خير توصيلة إلى الجنة فى اعتقاد الإخوانجى ابن التنظيم السرى.

حكى عبدالرحيم على عن تفجير فندق الملك جورج وحادث جبل المقطم واغتيال القاضى الخازندار ونسف محكمة الاستئناف ثم الصعود إلى مرحلة قطف الرؤوس الكبيرة باغتيال ماهر والنقراشى، لم تتوقف مسيرة العنف بعد حادث المنشية فقد اتضحت بصمات الإخوان فى حادث الفنية العسكرية فى زمن السادات.

لا يجوز بناء كنيسة فى دار السلام، ولا يجوز بناؤها فى العاشر من رمضان لأنها بلاد أقامها مسلمون، ولا فى الإسكندرية لأن المسلمين فتحوها بالقوة!!،

هذا ليس مقطعاً من بيانات تنظيم القاعدة ولكنها فتوى من مفتى الإخوان الشرعى الشيخ محمد عبدالله الخطيب الذى أضاف أن النصرانية التى تموت وهى حامل من مسلم لا تدفن مع المسلمين حتى لا يتأذى الجنين بعذابها!، فهل لنا أن نصدق عناق قادتهم للأقباط بعد هذه الفتاوى المرعبة؟!.

المرأة فى الفكر القطبى الإخوانى لا يجب مساواتها فى التعليم بالرجال، وإذا تعلمت التعليم نفسه فستفسد طبيعة الأنثى بسبب هذا الشذوذ، على حد تعبير سيد قطب!!،

المرأة عند الإخوان هى المسؤولة عن فساد المجتمع وانهيار أخلاقه، وخروجها إلى الشارع مؤامرة صهيونية كما هو مكتوب فى «الظلال» الجزء الثالث، وختانها واجب ووقاية لشرفها وحفظ لعفافها كما كتب مفتيهم فى العدد 59 من مجلة الدعوة.

برغم كل ما قيل فمازال البهتان يكسب أرضاً فى الميدان.