هل تريدون معرفة كيف يمكن أن يلغى الفكر المتسلف الوهابى العقل ويمسح ويمسخ المخ ويزيف الوعى ويغيب المنطق وإلى أى درجة؟، اقرأوا ما كان يردّده عشرات الملايين من المغيبين الذين كانوا يصفون بشماتة وفرح ١١ سبتمبر بأنه إعجاز علمى ورقمى رهيب!!، برغم الدماء النازفة والأشلاء المبتورة والبطون المبقورة والنار والدخان والدمار والخراب والأنقاض، كان هناك من يمسكون بالآلة الحاسبة لتلفيق الإعجازات العلمية لتلك الجريمة البربرية التى نفّذها 19 إرهابياً لم يشفع لهم تعليمهم العالى ولا أموالهم الطائلة فى صناعة بنى آدمين غير معقدين نفسياً، تخيلوا كان فيه ناس مصدقة هذه التخاريف والهلاوس؟!!، اقرأوا الإعجاز فى غزوة مانهاتن وردود بعض المفنّدين العقلاء المنشورة وقتها من أصحاب المنطق الذين لم يخشوا التكفير، واحترموا عقولهم، وكتبوا ولم يجاروا الموضة الإعجازية المخدرة لعقول المسلمين، والتى جعلتهم يعيشون وهماً وزيفاً اسمه نحن أصحاب الإعجاز، والآن إلى الإعجاز وتفنيده وتكذيبه: رقم سورة التوبة فى القرآن: هل هو رقم (9) كما يقولون؟ الذى يشير إلى الشهر الذى حدث فيه الانهيار وهو شهر سبتمبر؟ الرد: 1 - ترتيب القرآن الحالى الذى تحتل فيه هذه الآية الرقم (9) ليس ترتيباً إلهياً بحسب تاريخ نزول الوحى على النبى. 2 - ترتيب نزول السور يختلف عن وجودها الحالى بالقرآن، فالترتيب الحالى هو من وضع عثمان ابن عفان، والترتيب ليس إعجازاً. 3 - ترتيب القرآن الحالى تتدخل فيه أشياء لا علاقة لها بالإعجاز، مثل الترتيب مثلاً بطول الآيات وقصرها وليس حسب ترتيب نزولها. ثانياً: هل هذه الآية تقع فى الجزء 11 من أجزاء القرآن حقاً؟ هذا الكلام غير صحيح، هناك اختلافات عديدة حول الجزء الذى تقع فيه: 1 - بحسب ترتيب السيوطى، حيث إن ترتيبها (28)، فيكون موقعها فى الجزء (20). 2 - وحسب ترتيب ابن العباس، حيث ترتيبها (109)، وابن جعفر حيث ترتيبها (112)، والخازن، ومصحف فؤاد، حيث ترتيبها فيها (113) وترتيب عكرمة ومجمع البيان حيث ترتيبها (114)، فيكون موقعها فى الجزء (30). والواقع أن النبى لم يذكر ترتيبها قبل أن يموت، لهذا لا يمكن تحديد الجزء الذى تقع فيه. حتى لو افترضنا أن الترتيب صحيح رقم ١١ فيكون الإعجاز هنا لعثمان ابن عفان، لأنه هو الذى وضعها فى هذا الترتيب وليس النبى!!!. ثالثاً: من ضمن الافتكاسات الإعجازية للمغيبين أن عدد كلمات هذه السورة هو 2001 كلمة، وهذا يشير إلى سنة الانهيار. والواقع أنه بكتابة هذه السورة على الكمبيوتر، ومن خلال Word counting، وُجد أن عدد كلمات السورة هو 2655 كلمة!!! لذلك انتظروا إلى عام 2655 وفجّروا برجين تانيين حتى يتحقق الإعجاز!!!! رابعاً: فى الآية 109 توجد كلمتا: «جُرُفٍ هارٍ»، وهى تشير إلى اسم الشارع الذى كان فيه البرجان!. الرد: بالعودة إلى الآية ذاتها فى سورة التوبة، لنعرف معنى [جرف هار]. يقول الإمام النسفى: [أى من أسّس بنيان دينه على الباطل والنفاق الذى مثله مثل شفا جرف هار فى قلة الثبات والاستمساك. وشفا بمعنى الحرف، والجرف بمعنى الوادى، وهارٍ بمعنى المتصدع]. وبالرجوع إلى موقع البرجين، وبالبحث والتقصى وجدنا أن الشوارع الأربعة المحيطة بالبرجين ليس فيها هذا الاسم على الإطلاق، وإنما هى: من الشمال شارع Vesery Street، ومن الجنوب شارع Liberty Street، ومن الشرق Church Street، ومن الغرب West Street، وسنحاول البحث عنه ثانية حتى لا يغضب أصحاب الإعجاز. للأسف حين يقدّس الإنسان جهله ويتعصب لخرافاته تكون قمة المأساة.