مر أمامى شريط لقطات سريع انتهى بلقطة جماهير 30 يونيو وهى تخرج إلى الشوارع هاتفة «يسقط يسقط حكم المرشد»، فى ثورة استعادة الهوية المصرية، لقطات من قرأها قراءة المحلل المدقق بعينى زرقاء اليمامة كان ولا بد أن يصل إلى هذا المشهد الأخير، كان ولا بد أن يعرف أن تلك العصابة كانت ولا بد أن تغادر خشبة المسرح إلى مخزن النفايات فى الكواليس، اللقطة الأولى: خطبة القرضاوى فى التحرير فبراير 2011، كانت جرس الإنذار الذى لم ينتبه إليه حتى معظم أهل السياسة المخضرمين، الذين غسلت أدمغتهم بابتسامات الإخوان فى الميدان، فاعتبروهم فصيلاً وطنياً من الممكن أن يُعلى قيمة الوطن ومصر على قيمة الجماعة والتنظيم، والعجيب أن من بينهم أساتذة تاريخ وسياسة، لم يعوا دروس التاريخ ولم يفهموا ألاعيب السياسة، عرفت يومها من خلال تركيبة المنصة التى خطب عليها «القرضاوى» أن يناير قد تم اختطافه، اللقطة الثانية: ضباط الشرطة الملتحون فى حركة تحرش بالدولة، يظهرون ويخرجون من السراديب فى حركة ضغط ولىّ ذراع واستعراض قوة وإعلان هوية الدولة الدينية، وقد ظهر فى ما بعد صدق النبوءة حين شارك البعض منهم فى تحريض، بل وعمليات إرهابية، اللقطة الثالثة: وجبة غداء داخل قصر الاتحادية، محمد مرسى ورفاق التنظيم وقيادات السلفيين، يجلسون القرفصاء ويتناولون الفتة والكوارع بالأيدى والدهن ينساب من بين الشفاة وكأننا فى مسمط، وأصوات المضغ تذكّرك بماكينة الطحين بجانب دوار العمدة، اللقطة الرابعة: المهندس مينا عارياً أمام الاتحادية، والإخوان ينهالون عليه ضرباً ويسألونه اسمك إيه، فيرد مرتعشاً.. مش فاكر.. مش عارف، اللقطة الخامسة: بودى جاردات خيرت الشاطر يكتمون أنفاس شاهندة مقلد، اللقطة السادسة: طارق الزمر وعبود الزمر وغيرهما من قتلة السادات وأمراء جماعات الإرهاب يجلسون فى الاستاد يوم الاحتفال بانتصار السادس من أكتوبر!!، و«مرسى» يهرول بالمرسيدس فى «تراك» الاستاد، وكأننا فى احتفال «شوار» العروسة!!، اللقطة السابعة: فى قرية أبوالنمرس يسحلون جثة الشيخ الشيعى حسن شحاتة وهم يزغردون، بعد أن ألقوا بأنابيب البوتاجاز من أعلى سقف المنزل الذى كان يتناول فيه طعام الغداء مع أصدقائه، اللقطة الثامنة: طالب الطب الإخوانى الملتحى وهو يحطم خيام الشباب ليضبط جسم الجريمة، صارخاً أمام الشاشات «وكمان جبنة نستو يا معفنين»، اللقطة التاسعة: محمد مرسى وهو يحكى لنا عن طائر النهضة ويصفه بأن له جناحين ومقدمة وياللعجب ومؤخرة أيضاً!!!، اللقطة العاشرة: عصابة «حازمون»، وهى تحاول اقتحام وزارة الدفاع والقائد المغوار حازم أبوإسماعيل يعتذر لهم عن عدم وجوده، متعللاً بأنه نسى شاحن الموبايل!، اللقطة الحادية عشرة: الإخوان والسلفيون يبنون «الكنيف» أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، ويذبحون العجل ويسلخونه ويوزعون لحمه على الأتباع، ليواصلوا مهمتهم المقدّسة فى ضرب الإعلاميين والتربّص بهم وتحطيم سياراتهم وهم يخرجون من المدينة!!، ذكريات ولقطات كثيرة لا بد أن تكون فى ذاكرة كل منا حتى لا يصاب الوطن بألزهايمر، حتى لا يتسلل الفاشيون البرابرة من ثقوب ذاكرتنا المهترئة، حتى لا تخدعنا لافتات «الإسلام هو الحل»، و«نحمل الخير لمصر»... إلى آخر ما شوهوا وزيفوا وعيكم به، وأخيراً كل 30 يونيو وأنتم طيبون.