وصلتنى رسالة طويلة من أطباء الامتياز بطب الإسكندرية، أرجو أن يتسع صدر الأساتذة لسماعها وحل مشكلات أبنائهم من الذين سيشكلون مستقبل الطب.

تقول الرسالة بعد اختصارها: «طبيب الامتياز لا يتلقى التدريب الذى يؤهله لتحمّل مسؤولية مريض خلال عام وذلك للأسباب التالية:

أ- قيامه بأعمال لا تمت لمهامه الطبية بصلة كما سلف ذكره.

ب- انشغال معظم السادة النواب عن تعليمه.

ج- غياب أعضاء هيئة التدريس عن تعليم كل من النائب وطبيب الامتياز، وذلك بحجة أن أعضاء هيئة التدريس لا صلة لهم بالمستشفى.

د- غياب الأمن اللازم للأطباء للقيام بأعمالهم والعناية بالمرضى.

ه- إستهانة الإدارة بتدريب أطباء الامتياز لأن هذا أصبح عرفاً متأصلاً فى عقول كل من يعمل بالمستشفى، وأن ما يقوم به من أعمال أخرى هو من صميم عمل طبيب الامتياز.

تقوم الإدارة بزيادة عدد ساعات العمل على طبيب الامتياز والمحددة رسمياً بـ36 ساعة فى الأسبوع، مع عدم إعطائه بدل نبطشيات مناسباً عن كل ساعة عمل زائدة، والتى قد تصل إلى 60 ساعة فى الأسبوع فى بعض الأقسام، لذلك نطالب بحساب بدل النبطشيات وصرفه لطبيب الامتياز شهرياً مع الراتب على أن يساوى 3 جنيهات للساعة الإضافية.

راتب لطبيب الامتياز لا يتناسب إطلاقاً مع حجم ما يتولاه من أعمال، مع إثقال كاهله بأعمال تتبع وظائف أخرى، لذلك نطالب بزيادة الراتب إلى 700 جنيه، وذلك ليتفرغ للتعلم دون الحاجة للعمل بوظائف أخرى خارج المستشفى لسد حاجات معيشته.

الإدارة تتهرب من توفير سكن ملائم لأطباء الامتياز المناوبين ليلاً لكى يستريحوا فيه لدقائق خلال مزاولتهم أعمالهم وذلك لضمان تقديم الرعاية للمرضى، كما يجب أن يحتوى هذا السكن على كل ما يوفر احتياجات الطبيب من حمام نظيف ملائم ومياه شرب نظيفة وسبل للراحة.

لابد من توفير نظام تأمين صحى شامل لطبيب الامتياز يكفل له المتابعة العلاجية، كما يجب أن يتضمن هذا النظام توفير عمل تحليلات الفيروسات الكبدية وفيروس نقص المناعة المكتسبة مجاناً فى حالة إصابة طبيب الامتياز من الآلات المستخدمة كالإبر والمشارط..إلخ، وضمان علاج الطبيب على نفقة المستشفى بالكامل إذا ثبت أنه مصاب بالمرض حتى يتم شفاؤه منه.

ولابد أيضاً من إصدار قانون يضمن قيام جميع أعضاء هيئة التدريس بواجبهم التعليمى كاملاً تجاه الطلبة والأطباء المتدربين، ووجود من يحاسب أياً من أعضاء هيئة التدريس حال تقصيره فى تأدية مهامه التعليمية.

هذه الطلبات لا تنفى عنا تحملنا مسؤوليتنا كاملة تجاه المرضى، وشعورنا الدائم بحاجتهم إلى طبيب كفء ليتحمل تلك المسؤولية التى ألقاها الله على عاتقه وانطلاقاً من تلك النقطة لا يمكن لطبيب الامتياز أن يتحمل تلك المسؤولية فى ظل غياب التدريب الملائم الذى يضمن للمريض الخدمة الصحية الأفضل، وذلك لاستهانة كل من يعمل فى المجال الطبى بدور طبيب الامتياز فى العملية العلاجية للمرضى، وغياب الأمن الذى بدونه لا يمكن لأى فرد أن يؤدى عمله على أكمل وجه، كما أن عدم تحمل أعضاء هيئة التدريس تلك المسؤولية يكلف المرضى أرواحهم».