عيّن «فيس بوك»، يوم الأربعاء، 20 شخصاً من جميع أنحاء العالم للعمل على ما سيكون فعلياً «المحكمة العليا» على شبكة التواصل الاجتماعى، وستختص المحكمة بإصدار أحكام بشأن نوع المشاركات التى سيتم السماح بها وما يجب إزالته، وتضم القائمة تسعة أساتذة قانون، وحاصلين على جائزة نوبل للسلام، وصحفيين، ودعاة حرية التعبير، وكاتباً من معهد كاتو الليبرالى... إلخ وما يهمنا كعرب هو أن الشخصية العربية الوحيدة التى تم اختيارها فى تلك المحكمة هى اليمنية توكل كرمان! لم يجد الفيس بوك فى العالم العربى كله إلا هذه السيدة الإخوانية حتى النخاع، الكارهة لمصر حتى الثمالة، والتى قالت عن الرئيس السابق محمد مرسى فى إحدى تغريداتها «صلوا عليه وسلموا تسليماً» تماشياً مع إخوان مصر الذين قالوا إن مرسى قام بإمامة الأنبياء فى صلاة الجماعة فى رابعة! وقالت أيضاً عن مرسى: «قتلناك يا آخر الأنبياء» استعارة من نزار قبانى ومقارنة بعبدالناصر، وشتمت وسبّت كثيراً فى الجيش المصرى بنفس لهجة وسفالة قطعان الجماعة الذين ما زالوا يلعقون أحذية العثمانلى حتى الآن ويحرضون على بلدهم لقاء الليرات. قرار فى منتهى الخطورة سيجعل الفيس بوك ملتحياً يرفع علامة رابعة ويبايع المرشد والأمير على المنشط والمكره، يجب أن نحتشد جميعاً لإعلان رفضنا لسياسة واتجاه أهم وسيلة تعبير اجتماعى فى العالم، وسيلة هى الأهم والأخطر فى العالم الآن، والتى باتت تعلن باختيارها كرمان انحيازها لتلك الجماعة الإرهابية بينما العالم يكتوى بنارهم، توكل كرمان ستجعل فريق مراقبة الفيس بوك العربى يحذف ويحظر كل من يقترب من الإخوان أو ينتقدهم بدعوى حرية التعبير وتحت لافتة حقوق الإنسان، بينما هؤلاء الإخوان لم يحترموا حق إنسان مختلف عن جماعتهم على وجه الأرض ولو لمرة واحدة، ستصبح المعركة الفكرية غير متكافئة، فسيصبح منتقدو الإخوان فى حالة خرس أمام ماكينة الإخوان الثرثارة، سيتم تزييف الوعى وغسل الأدمغة لقبول إرهاب الإخوان على أنه حرب تحرير!! إن قرار تعيين توكل كرمان رقيبة على عقولنا هو بمثابة احتلال فكرى وذهنى، وشلل فى كل مفاصل التغيير، إغلاق آخر نافذة تغيير سلمية أمام طلاب الاستنارة ومحررى العقل من الدوجما والفاشية، ورمى مفتاحها فى المحيط، دلالة اختيارها كارثية، فما زال مثقفو الغرب فى أوروبا وأمريكا جاهلين بخطر الإخوان حتى هذه اللحظة برغم التفجيرات والاغتيالات التى تحدث عندهم، ما زالوا لا يعرفون أن «داعش» وُلدت من رحم الإخوان، ما زالوا يعتقدون أنهم فصيل وطنى ولا يعرفون أنهم لا يعترفون بأوطان أو حدود، لا يعترفون إلا بالخلافة، يجهلون أن الإخوان حالة سيكوباتية معقدة لا علاج لها، وضبع شرس من الضوارى لا يمكن ترويضه ليكون أليفاً، توكل كرمان ليس مكانها منصة محكمة الفيس بوك ولكن مكانها قاع بئر الخيانة.