- القبض على بطل فيديو القتل فى شارع خالد بن الوليد أعتقد أنه أهم خبر فى هذا الأسبوع، وبالرغم من كم الأخبار الضخمة والمثيرة للشهية عن السياسة وأصحابها وحكامها وفاسديها، فإن هذا الخبر كان ينتظره كل من شاهد هذا الفيديو البشع الذى تم فيه الذبح علنياً وأمام الكاميرات وعلى مرأى من المارة فى شارع من أهم شوارع الإسكندرية، بركة دم حول الجثة، مطواة تذبح من الوريد إلى الوريد، بلطجة ووحشية لا يستطيع أحد أن يحرك أمامها ساكناً، خروج هادئ وواثق للقاتل من المكان وكأنه ذبح فرخة، كل هذا المشهد الدراكيولى الذى أثار الرعب والفزع فى قلوب المصريين كان لابد أن تنشره الجرائد مانشيتات فى صدر صفحاتها الأولى، فلا يمكن للبلطجة أن تستمر بهذه البشاعة والسطوة والبجاحة، المفاجأة أن هذا القاتل لديه 38 قضية، كوكتيل ما بين مخدرات وآداب وسرقة بالإكراه وتسول.. إلخ، حزنت عندما سمعت أخاً عراقياً يحمل الجنسية السويدية وهو يقول: «بغداد صارت أكثر أمناً من مصر»، أتمنى أن تكذّب الأيام هذه المقولة.

- المخرج الفنان الجميل «سعيد مرزوق» يعانى من مضاعفات مرض السكر التى وصلت إلى حد بتر ساقه، ويعانى أكثر من الاكتئاب الحاد الذى افترسه من إهمال وهجر الأصدقاء، وعدم تقدير البلد لفنه الراقى وبصمته المميزة فى السينما، اقتربت قليلاً من كواليس تحضيراته لواحد من أجمل أفلامه وهو «المرأة والساطور»، وأدركت كيف يحتاج الفن الحقيقى إلى جهد ووسوسة وتضحية وإبداع ودقة، مَن منا ينسى «أريد حلاً» الذى كان صرخة فى وجه قوانين الظلم المجحفة للمرأة، مَن منا ينسى مسرحيات توفيق الحكيم ذات الفصل الواحد التى كانت تحفاً فنية تعدت حدود الفيلم التليفزيونى إلى آفاق الملحمة السينمائية، مَن منا ينسى «زوجتى والكلب» هذا الدرس الفنى البديع الذى لن يموت وسيظل أجمل حصة فى فن الإخراج والتصوير لطلاب معهد السينما، أطالب الفنانة الكبيرة «فاتن حمامة» التى شاركت «مرزوق» أجمل إبداعاته بأن تتولى وتقود حملة حب وتكريم واهتمام لهذا الفنان الجميل.

- عندما قرأت مانشيتاً فى إحدى الجرائد يقول «الرئيس يعانى من الارتجاف الأوزونى»، لم أعرف وقتها هل أضحك على من لم يفرق بين الأذين والأوزون أم أبكى على الاستسهال المهنى الذى سيصيب الصحافة فى مقتل؟!

المسألة ليست خطأ فى حرف، والغلطة ليست غلطة فى كلمة، ولكنها غلطة منهج صحفى يعتمد على المكابرة وعدم بذل الجهد والسرقة من الإنترنت بـ«القص واللزق»، والاعتماد على الثقافة السمعية واللهوجة وتقفيل الصفحات وتسليم المادة على جثة الكفاءة المهنية والدقة الصحفية.. قليلاً من الدقة يا سادة، واحترام القارئ أيضاً.

- طلبة طب أزهر أسيوط فى حيرة، فالمستشفى الجامعى الأزهرى فى أسيوط لا يصلح للتدريس أو استقبال مرضى أو طلبة بحكم محكمة، وعميد الجامعة قال لهم اذهبوا إلى طب أزهر القاهرة، وطلبة القاهرة رافضون مشاركتهم، وستمائة طالب فى الشارع، ماذا يفعل هؤلاء؟ هل يتعلمون الطب شفوياً أم يتعلمونه فى المقاهى؟!