كتب إيلون ماسك، وهو واحد من أشهر رجال الأعمال فى العالم، «تويتة» عن أكثر ثمانى أغان مسموعة على تطبيق الساوندكلاود، وهو بالطبع قد استمع إليها وأحبها ورقص على أنغامها ورشحها، حصلت أغنية مهرجانات «بنت الجيران» للمطرب حسن شاكوش على المركز الثانى عالمياً وتصدّرت التويتة!! إيلون ماسك لديه ٣١ مليون متابع على «تويتر» فقط!! إذن المسألة مش هزار.. «ماسك»، باختصار لمن لا يعرفه، واحد من أغنى أغنياء العالم، وهو مؤسس شركة «سبيس إكس» ورئيسها التنفيذى، والمصمم الأول فيها والمؤسس المساعد لمصانع «تسلا موتورز» ومديرها التنفيذى والمهندس المنتج فيها، كما شارك بتأسيس شركة التداول النقدى الشهيرة «باى بال»، ورئيس مجلس إدارة شركة «سولار سيتى». وفى ديسمبر 2016، اختارته مجلة فوربس ليكون فى المرتبة 21 فى قائمة أكثر الرجال نفوذاً فى العالم، وسيارة «تسلا» التى تخرج من المصنع الذى يديره هى أيقونة هذا الزمان وتُعتبر اختزالاً أو إشارة إلى كيف تقدم العالم تكنولوجياً، باختصار هى معجزة بكل المقاييس. السؤال: كيف نستطيع أن نجمع وأن نوفق بين تسلا وشاكوش؟، الزمن قد صالح ووفق، ولكن هناك أجيالاً لا تستطيع التصالح والتوفيق وتذوُّق مهرجانات شاكوش. الواقع ضاغط ويقول إن من تابعوا الأغنية على اليوتيوب ٧٠ مليوناً، وهو رقم يتجاوز ألبومات عبدالحليم حافظ مجتمعة!، وأنا أطرح أسئلة حائرة وأفكر معكم: هل على تلك الأجيال السابقة التى تربت على ضفاف حنجرة حليم وأم كلثوم ونجاة ووردة وفايزة.. إلخ، حيث كان اللحن جميلاً والكلمات فيها معانٍ والصوت مدرباً... إلخ، هل عليهم أن يجبروا أنفسهم على التآلف والتناغم مع تلك الأغانى؟ فالسوق قد قال كلمته، واليوتيوب هو الحكم، هكذا تُرفع فى وجهك الفزاعات حين تعترض وتقول «مش قادر»، لا أستطيع التذوق ولا الاستمتاع، لا تنكر أنك تتراقص وتهتز مع تلك الأغانى، لكن يعترض البعض قائلاً: الرقص على تلك الأغانى ليس مبرراً للرداءة، سيكون الرد: وما هو معيار الرداءة؟ إذا كنت تقصد الكلمات فكلمات أشهر الأغانى الأمريكية قليلة القيمة وتافهة، ممكن أن يكون ردك: التفاهة مختلفة عن البساطة، أغانيهم بسيطة وليست تافهة... إلخ. جدل تفرضه الحالة القائمة، فأرقام اليوتيوب لتلك الأغانى تتجاوز حتى أشهر مطربى هذا الجيل مثل عمرو دياب ومحمد منير. قارن بين أعداد متابعى حمو بيكا ومحمد رمضان ومتابعى الهضبة والكنج وحماقى مثلاً، هل مطاردة النقيب هانى شاكر لمطربى المهرجانات تصرف صحيح وسلوك إيجابى؟ أم أنها ظاهرة لا بد أن نستوعبها ونسايرها ونقبلها، والأهم ندرسها؟، هل هم السبب فى هبوط الذوق كما يقال، أم أن الذوق هابط من قبل تلك الأغانى؟، هل تلك الأغانى سبب أم نتيجة؟، كلها أسئلة يفرضها زمن «تسلا» الذى صار فيه «شاكوش» نجماً.