وصلنى هذا الرد على ما كتبته تحت عنوان «هل أقدم دواء لعلاج السكر مسرطن؟»، وكنت أطلب فيه توضيحاً لما أثير مؤخراً حول دواء «الميتفورمين» والشوائب المسرطنة التى من الممكن أن تكون فيه، الرد الأول من شركة ميرك تقول فيه: تعقيباً على ما أثير مؤخراً بواسطة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن وجود شوائب ضارة فى مادة ميتفورمين هيدروكلوريد المنتجة بالصين وهى المادة الرئيسية فى تصنيع بعض أدوية علاج مرض السكرى، تؤكد شركة ميرك للأدوية المسئولة عن دواء جلوكوفاج وجلوكوفانس أنها تستخدم مادة ميتفورمين هيدروكلوريد المنتجة بمصانعنا فى فرنسا. الرد الثانى من د. أسامة حمدى، الأستاذ بجامعة هارفارد، وأقتبس منه التوضيح التالى: عقار الميتفورمين الشهير لعلاج السكر من أفضل الأدوية التى تم اكتشافها حتى الآن وهو مستخدم لعلاج السكر بأمان منذ الستينات. واستخدامه فى علاج النوع الثانى للسكر والشائع بمصر يكمن فى تأثيره القوى على تحسين حساسية الجسم للإنسولين الطبيعى ووقايته للمريض من أمراض القلب ومضاعفات السكر. وقد وجد الباحثون أن الميتفورمين يقلل أيضاً من فرص حدوث بعض أنواع السرطان كما أنه لا يسبب زيادة فى الوزن أو انخفاضاً حاداً فى السكر. والميتفورمين من أرخص أدوية السكر وأكثرها تأثيراً وهو قاسم مشترك مع أدوية أخرى لعلاج السكر فى حبة واحدة مثل جانوميت وغيره من الأدوية. وجميع بروتوكولات علاج السكر العالمية تنصح باستخدام الميتفورمين كأول عقار لعلاج النوع الثانى من السكر مع خفض الوزن وتنظيم الأكل والرياضة. وفى البرنامج الوطنى الأمريكى للوقاية من السكر وجدنا أن الميتفورمين يقى أيضاً من السكر من النوع الثانى عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنسبة ٣١٪. ولقد تم اعتماده مؤخراً فى أوروبا والكثير من الدول العربية للوقاية من السكر من النوع الثانى. وتقوم شركات كثيرة حول العالم بإنتاج الميتفورمين فهو ليس حكراً على شركة واحدة. فمعظم الميتفورمين فى الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً هو هندى المنشأ. كما تنتجه شركة «سيد» العريقة فى مصر تحت اسم سيدوفاچ منذ عشرات السنين. وقد وُجِد فى (بعض) علب الميتفورمين المحدودة فى ثلاثة دول ارتفاع فى مادة النيتروزوامين NDMA وهى مادة قد تسبب بعض أنواع السرطان إذا تناولها الشخص بنسبة عالية تفوق الحد الآمن وهو ٩٦ نانوجرام فى اليوم كحد أعلى ولفترات طويلة جداً تتخطى عشرات السنين. وهذه المادة موجودة كذلك فى بعض الأطعمة الشائعة والتى نتناولها خاصة اللحوم المخلقة وحتى الماء ولكن بنسب بسيطة ومقبولة وكذلك نسبتها فى الميتفورمين وغيره من الأدوية قليلة جداً وفى حدود المسموح والمتعارف عليه. وعادة ما تزيد نسبة هذه المادة فى (بعض) علب الأدوية نتيجة (للتلوث أثناء الإنتاج) أو لسوء التخزين أو حتى من سوء العبوة نفسها وهو ما ظهر أيضاً فى بعض العينات لأحد أدوية علاج الضغط وكذلك دواء الزانتاك الشهير والمستخدم لعلاج مشاكل ارتفاع حموضة المعدة لذا فإن المشكلة تكمن فى أحد مصادر الإنتاج وليس فى العقار نفسه. فإن فسدت أو تلوثت بعض اللحوم فليس معنى ذلك أن اللحم طعام فاسد وملوث! ولم توجد حتى الآن عينات ملوثة بهذه المادة فى الولايات المتحدة ومعظم دول العالم بما فيها مصر. وتقوم هيئات رقابة الغذاء والدواء فى الدول بفحص دورى لعينات من الأدوية من مصادر إنتاجها المختلفة للتأكد من تطابقها للمواصفات.