أكثر الجاليات المصرية نجاحاً وتألقاً وفاعلية فى الخارج هى الجالية التى تعيش فى كندا، ولم يقف نجاحها عند حدود التفوق العلمى والمهنى والعملى بل تجاوزه إلى السياسى أيضاً، ومع أجواء الانتخابات الكندية الآن يخوض المرشحون المصريون المعركة بقوة، ولفهم أهمية تلك المعركة الانتخابية كتب لنا عنها الصيدلى المصرى الشاب الذى يعيش هناك جورج موسى، وهو بالإضافة إلى شطارته فى مهنته، كاتب صاحب أسلوب جميل يكتب فى جريدة «جود نيوز» المتميزة، يذوب عشقاً فى وطنه مصر، كتب جورج: تجرى فى الثلث الأخير من شهر أكتوبر الانتخابات الفيدرالية الكندية التى تحدد نتيجتها الحزب الذى سيحكم البلاد لأربع سنوات مقبلة، ويكون الحزب الفائز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان هو الحزب الفائز فى الانتخابات وهو الذى سيقوم بتشكيل الحكومة المقبلة وسيكون رئيس هذا الحزب رئيساً لوزراء كندا لأربع سنوات مقبلة، ويتسابق فى تلك الانتخابات ستة أحزاب رئيسية هى الحزب الليبرالى الذى يحكم الآن وحزب المحافظين المعارض والحزب الديمقراطى الجديد وحزب الكتلة الكيبكية والحزب الخضر الكندى والحزب الشعبى الكندى، ولكن فعلياً تنحصر المنافسة ما بين الحزب الليبرالى الحاكم ورئيسه جاستن ترودوا رئيس وزراء كندا الحالى وبين حزب المحافظين المعارض ورئيسه هو أندرو شير، وللمرة الأولى يشارك فى هذه الانتخابات الفيدرالية ستة مرشحين من أصل مصرى، هم: غادة ملك (حزب المحافظين) عن دائرة «ميسيساجا- ستريتسفيل» وغادة انتقلت مع عائلتها للعيش فى كندا منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً وهى حاصلة على درجة البكالوريوس فى هندسة الميكانيكا من جامعة ويندسور وتشغل منصب مدير أول فى إحدى الشركات العالمية وتقدم خدمات استشارية للشركات فى مجال التصنيع والسلع والطاقة وهى متزوجة ولديها بنتان، وغادة لديها نشاط اجتماعى واسع وتقضى حاليًا فترتها الثانية كنائب لرئيس نادى الروتارى، ولدينا مرشح آخر هو ميلاد ميكايل وهو مرشح حزب المحافظين عن دائرة «ميسيساجا سنتر» وهو مستشار هجرة وله سنوات خبرة طويلة من التفاعل مع الناس وتقديم الاستشارات للمهاجرين كما أنه شارك فى كثير من الحملات الانتخابية لمرشحين سابقين، ويؤمن ميلاد بمبادئ حزب المحافظين وستلمس هذه الحماسة للحزب فى كل حديث له. ولدينا أيضاً المرشحة مريم إسحق مرشحة حزب المحافظين عن دائرة «بييرفوند دولار» فى مقاطعة «كيبك»، وتعد مريم أول مرشحة مصرية رسمية عن حزب المحافظين حيث تم تسميتها مرشحة رسمية عن الحزب منذ ١٤ سبتمبر ٢٠١٨، وتعمل مريم إسحق مع كل الجاليات حيث لا يقتصر تفاعلها فقط مع الجالية المصرية، ولدينا أيضاً المرشحة عن حزب المحافظين عن دائرة «ويست آيلاند فى كيبك»، «آن فرانسيس» وهى كندية من أصل مصرى مولودة فى كندا وزوجة وأم وتتمنى أن تكون صوتاً للعائلات فى برلمان أتوا، وفى دائرة «ميسيساجا أيرين مايلز» لدينا الصيدلى المصرى هانى ثاؤفيليس مرشحاً لحزب المحافظين، كما لدينا سمير جرجس مرشحاً عن الحزب الديمقراطى الجديد عن دائرة «ميسيساجا- ستريتسفيل». ربما ينجح أحدهم وربما ينجح بعضهم وربما نراهم جميعاً فى البرلمان وربما أيضاً لا يحالفهم التوفيق، كل ما أقوله إنهم لديهم فرص متساوية فى بلد آمن به مواطنون متساوون فى الحقوق مع غيرهم، لن تفرضهم كندا ككوتة فى البرلمان لأن هذا قبطى أو هذه سيدة، سيدخلون البرلمان إذا ما اقتنع الناخب الكندى بهم، هم مصريون يحملون مصر فى قلوبهم، نعم يا سيدى فكلنا هنا نحملها فى القلوب، طعامنا مصرى وضحكاتنا مصرية وحديثنا مصرى وعن أحوال مصر، نعم هاجرنا منها ولكنها لم تهجرنا.