كنت أقاوم كثيراً كل العروض التى قدمت من الأصدقاء للانضمام للأحزاب القائمة وكنت أحس بأن الانضمام للحزب والاقتناع به فيه جزء من علاقة الحب من أول نظرة، ثم يأتى البرنامج والتفاصيل بالتبعية، لم يحدث هذا الحب أو هذا الاستلطاف قبل ثورة يناير، إلى أن شرفنى د. عماد جاد بالاتصال وعرض علىّ برنامج الحزب الديمقراطى الاجتماعى، فوافقت على الفور، خاصة بعد أن قرأت اسم د. أبوالغار ود. محمد غنيم بين المؤسسين وأسماء أخرى كثيرة مشرفة ومشرقة، وهذه هى نقاط البرنامج التى حمّستنى.

تحولت ثورة الشباب فى 25 يناير إلى ثورة شعبية بديعة تطالب بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. لقد أسقطت الثورة رأس النظام وتواصل العمل لإسقاط كل رموز ومؤسسات النظام السابق وبناء مجتمع جديد. وللمساهمة فى الحفاظ على مكاسب هذه الثورة واستكمالاً لمسيرتها، نُعلن تأسيس حزبنا القائم على مبادئ الديمقراطية الاجتماعية والاقتصادية، وهى المبادئ التى، بالإضافة إلى تبنيها الكامل للديمقراطية فى السياسة، تسعى إلى تنمية الديمقراطية فى الاقتصاد والمجتمع، بما يعنى العمل على إعادة توزيع الثروة لصالح العمل والعاملين فى ظل اقتصاد السوق. ويتأسس حزبنا على كل القيم والمبادئ النبيلة للأديان والعقائد الإنسانية والثورات الكبرى، ومبادئه وأهدافه هى:

1- حقوق الإنسان: ضمان جميع الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية واحترام الحريات الشخصية وحقوق المرأة وتحقيق التنمية الإنسانية وفتح فرص أوسع لتحقيق حياة أفضل واختيارات أكثر تنوعاً أمام كل الناس وإطلاق كل طاقاتهم الإنتاجية والإبداعية.

2- المواطنة: تقوم على أساس الدولة المدنية الحديثة التى يتساوى فيها كل المواطنين فى الحقوق والواجبات بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو العرق أو الثروة أو الأصل الاجتماعى أو الانتماء السياسى.

3- الديمقراطية: هى سلطة الشعب التى تضمن قدرة نواب الشعب والرأى العام على مراقبة ومحاسبة الحكومة وكل القيادات ومساءلتهم فى ظل شفافية كاملة مع ضمان حرية تكوين الأحزاب. كما تعنى الديمقراطية تأسيس دولة القانون واحترام حقوق الأقليات السياسية وتفعيل مبادئ تداول السلطة والفصل بين السلطات.

4- المشاركة: تقوم على تمكين كل مجموعات الشعب من المشاركة فى إدارة الشأن العام مع رفض التفرقة وإزالة كل التمييز والتهميش اللذين عانت منهما مجموعات مثل النساء والمسيحيين والنوبيين والبدو وغيرهم.

5- الحفاظ على التنوع الثقافى المصرى: الذى يحتوى على مكونات عديدة، إسلامية وأفريقية، وقبطية وفرعونية وعربية، وبحر متوسطية وعالمية. والعمل على تعايش هذه المكونات جنباً إلى جنب فى إطار من التواصل والتفاعل، لا التناقض والتصارع.

6- العدالة الاجتماعية: التى تضمن تكافؤ الفرص وتستهدف حداً أدنى للدخل وخدمة صحية وسكناً مناسباً وتعليماً جيداً. وتتحقق هذه الأهداف من خلال احترام قيمة العمل وزيادة عائده، ومن خلال المفاوضات الجماعية التى تقوم بها النقابات كما من خلال تدخل دولة الرفاهة من جهة أخرى.

7- التنمية الاقتصادية: تتحقق من خلال اقتصاد السوق الملتزم بالعدالة الاجتماعية وتشجيع الاستثمار، والقضاء على الاحتكار والفساد وتدعيم التعليم والبحث العلمى ووضع هدف خلق الوظائف والتشغيل كأولوية قصوى للسياسات الاقتصادية. كما تتحقق التنمية أيضا من خلال بناء دولة تنموية تحفز وتنشط النشاط الاقتصادى وتشارك أحياناً فى ملكية وإدارة بعض الأصول تبعاً للمصلحة العامة.

8- التنمية المستدامة: وهى الحفاظ على مواردنا الطبيعية لصالح الأجيال القادمة والعمل من أجل بيئة نظيفة وصحية.

9- السلام العالمى والإقليمى: السعى لوقف سباق التسلح ونزع أسلحة الدمار الشامل فى العالم وفى المنطقة مع مناهضة كل القوى والنظم العنصرية والمتعصبة والعدوانية. وتحقيق السلام العادل فى الشرق الأوسط من خلال تبنى جميع القرارات الدولية ودعم حق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته المستقلة. وتعاون مصر الثورية الديمقراطية مع الدول والشعوب الأخرى فى المنطقة كما فى خارجها من أجل عالم أفضل يسود فيه العدل وحقوق الإنسان.

10- عولمة إنسانية بديلة: من خلال الانفتاح على العالم والتواصل معه، خاصة البلاد الناهضة والساعية لاحتلال موقع أفضل فى العالم. والسعى لكى تتوزع عوائد وفوائد العولمة بشكل أفضل بين الشعوب والدول.