صدق الرئيس حين قال فى مؤتمر الشباب الأخير إن هناك أدمغة تخلفت ثمانية قرون عن العالم، وأعتقد أن هناك مجاملة فى هذا الرقم لأن تلك الأدمغة تخلفت أربعة عشر قرناً، يكفى أن يخرج علينا شيخ له أتباع وعائد ليخطب من على منبر مسجد شهير، ليقول لنا مبرراً ومدافعاً عن السبى بأن السبايا لهن احتياجات إنسانية ولا بد من تلبيتها!!، فى زمن اتفاقيات حقوق الإنسان تخرج مثل هذه التصريحات الفاشية المتخلفة المنافية لأى تحضر أو إنسانية، وبعد ذلك تسألوننا عن داعش من أين أتت؟!، والمفروض أن أمثال هذا الشيخ هم رموز الوسطية!، فهل هى وسطية ثمانمائة عام مضت؟ تعالوا نستمع إلى بعض الفتاوى والأفكار لنعرف هل عاد هؤلاء من رحلة الثمانمائة عام: «أقصى مدة للحمل أربع سنوات»، قالها رمز وسطى ومُفتٍ سابق، قالها فى زمن السونار رباعى الأبعاد والقدرة على تحديد جنس الجنين!! «هناك شركات سويسرية تنتج أدوية بول بعير»، قالها رائد الإعجاز العلمى وبالطبع قال لن أذكر اسم تلك الشركات حتى لا أعمل لها دعاية!! «توجد غدة فى النساء تجعلها تنسى وتجعل شهادتها نصف شهادة الرجل»، قالها شيخ له أكثر عدد من الفولورز على تويتر والفيس بوك وهم بعشرات الملايين، وبالطبع قال إنه قد نسى اسم تلك الغدة!! «هل سيدخل مجدى يعقوب الجنة؟»، سؤال احتل مقدمة اهتمامات طالبى الفتوى فى أكشاك فتاوى مترو الأنفاق ومن بينهم من كان يبكى طلباً لتدخل أنامل يعقوب السحرية لإصلاح صمام فى قلب ابنه أو ترميم عيب خلقى فى قلب ابنته!! «نكاح البهائم والزوجة الميتة أفعال لا يقام عليها الحد»، تصريحات وفتاوى دكتورة ودكتور فى الأزهر ونجوم فضائيات يشار لهما بالبنان!! «زواج طفلة الكى جى حلال بلال»، يقولها داعية سلفى وأيقونة حزب سياسى والأهم أنه طبيب أطفال!! «التماثيل أصنام وأبوالهول يجب تحطيمه»، داعية يعلنها فى برنامج جماهيرى ويحتفى به الإعلام والمهم أنه غير متهم ولم يدخل الزنزانة بتهمة التحريض!! «سرقة الآثار حلال»، قالها داعية على الهواء مباشرة، هذا الداعية كانوا يستعينون به فى وقت الثورة لحل المنازعات وتجميع المعونات، والمهم أيضاً أنه لم يسارع بالاختفاء بعد هذا التصريح بل سارعنا نحن بالاحتفاء به!! «ضرب الزوجة بشرط عدم تكسير عظامها»، قيلت فى برنامج لمن أوكل إليهم تجديد الخطاب!! «الشطافة تفطر»، قالها شيخ تابع للجنة الفتوى تحطيماً لكل ما تعلمناه فى علم الأناتومى بأن هذا المكان هو مخرج للجهاز الهضمى وليس مدخلاً!! «السجود يشفى الصداع وإبليس سيقوم بعد الجمرات التى رُمى بها طيلة تلك الملايين من السنين يوم القيامة»، معلومات أهداها لنا أستاذ طب شهير حاصل على أعلى الدرجات العلمية!! هل ما زال لديكم شك فى أننا تخلفنا ثمانية قرون؟!