الإعلام فى العالم كله لا حديث له إلا عن احتراق غابات الأمازون، ونحن فى مصر مشغولون منهمكون فى الحديث عن ريهام سعيد!! تخيل أن رئتك تآكلت تماماً كيف ستعيش وتواصل الحياة؟! هذا هو الحاصل بالضبط فى التعامل مع تلك الحرائق بهذا الهلع والفزع، غابات الأمازون هى باختصار معظم الرئة التى تمنح العالم الأكسجين وتمتص الغازات السامة، لذلك عندما صرح الرئيس البرازيلى بأن ذلك شأن داخلى، هاج العالم وماج وهاجمه لأنه بهذا التصريح يثبت لامبالاته التى ستجلب الكوارث على العالم الذى قرر وضعها على قمة مناقشات الدول السبع. لكن، ما هى تلك الحرائق وما هو تأثيرها أيها القارئ العزيز؟ سننحى جانباً ملحمة الإعلامية ريهام لنتفرغ دقائق لعرض معلومات وأرقام ذكرها المهندس محمد يوسف فى إضاءات عن الكارثة التى لو لم نتحكم فيها لكانت نهاية العالم: منذ بداية العام وحتى الآن، اكتشف مركز أبحاث الفضاء فى البرازيل «INPE» ما يقرب من 73 ألف حريق. ما يمثل زيادةً بنسبة 83% عن عام 2018 فى نفس الفترة الزمنية، وهو أعلى رقم مسجل للحرائق منذ أن بدأت عملية رصدها فى العام 2013. آثار الأضرار التى لحقت بالأمازون تتجاوز البرازيل وجيرانها، تنتج الغابات المطيرة فى المنطقة أكثر من 20٪ من الأكسجين فى العالم، و10% من التنوع البيولوجى المعروف لدينا. وهى موطن لأكثر من 16 ألف نوع مختلف من الأشجار، و2.5 مليون نوع من الحشرات، و40 ألف نوع من النباتات، و2200 نوع من الأسماك، و1300 نوع من الطيور، و427 نوعاً من الثدييات، و430 نوعاً من البرمائيات، و380 نوعاً من الزواحف. وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تطلق هذه الحرائق ملوثات كثيرة، بما فى ذلك الجسيمات والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية، فى الغلاف الجوى. يمتص النظام البيئى للغابات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام. وعندما يتم قطع هذه الأشجار أو حرقها، فإنها لا تطلق الكربون الذى كانت تخزنه فحسب، بل ستختفى أداة مهمة للغاية لامتصاص انبعاثات الكربون. مما يزيد من كمية الحرارة التى يمتصها الغلاف الجوى، والمعروفة باسم الاحتباس الحرارى. ويشار إلى غابات الأمازون المطيرة باسم «رئة الكوكب»، وتلعب دوراً رئيسياً فى تنظيم المناخ. سيتغير العالم تغيراً جذرياً إذا اختفت هذه الغابات المطيرة، مما سيترك آثاره السلبية على كل شىء، بدايةً من المزارع ومياه الشرب إلى قدرتنا على تنفس الهواء. وفقاً للباحثين، يشكل تغير المناخ تهديداً وجودياً قريب الأمد للحضارة الإنسانية بأكملها، وهناك احتمالية كبيرة أن ينهار المجتمع البشرى بحلول العام 2050، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية للتخفيف من التغير المناخى فى العقد المقبل.