حادث معهد الأورام وما حدث من دمار داخله، وجَّه نظر الناس إلى حجم مشكلة السرطان عندنا فى مصر، وهل الحل هو مجرد إنشاء مستشفيات أورام جديدة؟ هو إجراء مهم بالطبع، لكن هل هو الوحيد؟ وهل له الأولوية؟ الوقاية والمحاصرة ومنع أرقام ضخمة أن تنضم إلى الطابور المنهك؟، وصلتنى رسالة مهمة من د. بهى الدين مرسى، وهو ليس مجرد طبيب أو مستشار لوزير الصحة الأسبق، ولكنه مفكر مهموم بقضايا الوطن حتى النخاع، وصاحب قلم قوى ورشيق، الرسالة يدق فيها جرس الإنذار عن حجم المشكلة والمواجهة وطرق مبدئية للوقاية، اخترت من رسالته تلك النقاط: مصر بها قرابة الـ25 مركزاً، متخصصة فى علاج الأورام ما بين مستشفى نوعى، أو قسم متخصص بمركز علاجى ضمن أقسام المستشفيات الجامعية ومستشفيات القوات المسلحة، والملاحظ أن المركز يعالج تقريباً كل أنواع السرطان، على عكس بريطانيا التى بها 19 مركزاً تعالج السرطان، مع العلم بأن المراكز البريطانية متخصصة فى النوع الواحد من السرطان مثل سرطان الدم، أو سرطان الغدد الليمفاوية، وهكذا، فكل نوع منها يشغل مستشفى ليصبح المجموع 19 مقارنة بمصر التى يعالج فيها المعهد القومى للأورام كل أنواع السرطان (200 نوع) وكذلك مستشفى 57357 الذى يعالج كل أنواع سرطان الأطفال (150 نوعاً). عدوك الأول هو سم الأفلاتوكسين Aflatoxin الذى يعيش معك فى البيت، وهو العفن الأسود (فطر) الذى يبطن أركان درج الثلاجة، وعيون البيض بباب الثلاجة، وهو ذاته الموجود تحت القشرة الخارجية للبصل، وتجده مميزاً حول مقبض صنبور المطبخ، وبكثافة فى بالوعة صرف الحوض، وفى قاع قوارير المياه البلاستيكية التى يعاد ملؤها وتفريغها دون تنظيف، وكذلك زمزمية المدرسة أو النادى التى لا يتم تعقيمها، وتجده أيضاً فى المكسرات مثل الفول السودانى والكاجو وهو ما يعطى الحبة مذاقاً مميزاً وكأنها محمصّة أحياناً أو مُرّة فى أحيان أخرى، لذا تستبعد هذه الحبوب فوراً ولا تنتقى الصالح منها، فكلها عندئذ ملوثة. هذا السم مسرطن لخلايا الكبد، والتخلص منه سهل، بإزالة القشرة الخارجية للبصلة والاستمرار فى إزالة طبقة أخرى لو تلوثت الطبقة الأخيرة باللون الأسود أثناء التقشير، أما الثلاجة، فالغسيل بماء قلوى مثل الكلور، والأفضل منه لتجنب رائحة الكلور هو منقوع بيكربونات الصوديوم (بيكنج بودر الخبيز العادية). حالة خاصة: وهى كارثة اقتناء مرشحات المياه المنزلية (الفلاتر)، فالفطر يغلف بطانة مرشح المياه الذى تستعذب الشرب منه وتظن أنك آمن لأن الماء الناتج منه شفاف، لا يا عزيزى، أياً كان نوع المرشح، فكلها تحتجز الشوائب خلفها، وهناك الرطوبة (الماء) والظلام، وركود الحركة داخل الفلتر لساعات، وهى عوامل تنشط نمو وتكاثر الفطر الذى يبقى داخل الفلتر ويرسل سمومه الذائبة فى الماء المنساب منه، يسرى هذا التحذير أياً كان نوع الفلتر ثلاثى أو رباعى أو خماسى المراحل. النوع الوحيد الآمن هو المزود بوحدة تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية أو المعالجة الكيماوية وهى مكلفة أبعد من طاقة استخدام البيوت. اشرب ماء الصنبور العادى، فهو آمِن، ولا يفزعنك الرمل والزلط والرواسب التى تشربها لأنها غير ذائبة وتمر فى قناتك الهضمية بلا امتصاص وتتخلص منها مع عملية الإخراج. التدخين، وهو يحتاج حديثاً خاصاً، ولكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن كافة أنواع التبغ والسجائر الإلكترونية وتبغ الشيشة والتبغ الممضوغ تحتوى على المادة شديدة السرطنة وهى «3,-4 Benzpyrine». تتعاظم احتمالات الإصابة بسرطان التدخين ليس بشراهة التدخين، وإنما بامتداد سنوات التدخين. سرطان عنق الرحم: يمكنكم وقاية بناتكم من سرطان عنق الرحم بتطعيمهن ضد الفيروسات التى ينقلها الزوج جراء الممارسات السابقة له قبل الزواج أو بعده، والمصل متاح حالياً بالهيئة القومية للأمصال واللقاحات الحيوية بالقاهرة وسعره 700 جنيه. دُمتم بصحة وعافية.