ما إن كتبت عن موضوع جراحات السمنة، حتى حدث جدل شديد أكد قناعتى بأن الموضوع يحتاج إلى بروتوكول وضوابط لا بد أن يلتزم بها جميع من يُجرون تلك الجراحات ومن خلال إلزام وزارة الصحة. وإلى أن يحدث ذلك أعتبر رسالة اليوم من د. محمد عبيد هى الأخيرة، لينتقل الموضوع إلى وزارة الصحة التى لا بد أن تعقد مائدة مستديرة لوضع الضوابط التى ينادى بها الجراحون الذين يحترمون علمهم وأنفسهم، يقول د. محمد عبيد فى رسالته: أتوجه إلى سيادتكم وإلى جريدة «الوطن» بجزيل الشكر لإتاحة الفرصة لإظهار الحقائق الطبية للمرضى فى مصر وخارجها، وعلى رأسهم مرضى السمنة التى تُعد من أهم وأخطر أمراض العصر، والتى قد تودى بحياة الكثيرين. سأكتب ردى بطريقة النقاط حتى يسهل على القارئ معرفة الحقائق: جميع الدراسات المذكورة فى مقالى موجودة مجاناً على الإنترنت فى كبرى المجلات الطبية العالمية. تم نشر بعضها «للعامة» فى وكالة رويترز الإخبارية العالمية. تم عرض بعض هذه النتائج فى أكبر مؤتمر فى العالم لأمراض الجهاز الهضمى فى أمريكا فى مايو ٢٠١٩. تم عرض بعضها الآخر فى المؤتمر العالمى للسمنة فى بريطانيا فى مايو ٢٠١٩. تم عمل بعض هذه الدراسات فى كبرى جامعات العالم، ومنها جامعة نيويورك بأمريكا وفى بريطانيا وفى السويد وفى تايوان، ومعظمها دراسات ذات مصداقية بحثية عالية جداً Meta-Analysis. سرطان القولون قد يحدث بنسب مرتفعة جداً بعد جراحات السمنة بعد ١٠ سنوات من الجراحة لحدوث اختلال فى البكتيريا النافعة الواقية من السرطان بعد هذه العمليات. جراحات السمنة فى أمريكا منذ عام ١٩٥٠ وإلى هذه اللحظة لم يتم إجراؤها إلا لأقل من ١٪ من مرضى السمنة، ويقول الأمريكان إنها عمليات «خطيرة ولا فائدة لها» (من جريدة الفوكس الإخبارية الأمريكية بتاريخ ١٦ مايو ٢٠١٩). عمليات تكميم المعدة الجراحية وعمليات حزام المعدة «مسرطنة»، وقد تؤدى لمرض ارتجاع المرىء المزمن فيما يقرب من ٢٠ ٪ من المرضى والذى بدوره قد يؤدى لسرطان المرىء (دراسة منشورة فى الموقع الرسمى للجمعية الأمريكية لجراحة الجهاز الهضمى فى ٢٠١٣). عملية تحويل مسار المعدة (إحدى جراحات السمنة) لا تعالج مرض ارتجاع المرىء المزمن فى كل الحالات كما كان يشاع، ونسبة الشفاء لا تتعدى ٥٠٪ (دراسة فى السويد نُشرت الأسبوع الماضى فى الموقع الجراحى للأخبار الطبية، وهذه الدراسة تمت على ٢٤٥٤ مريضاً، وتوفى منهم ٦٨ مريضاً بسبب العملية). عملية تحويل مسار المعدة لا تعالج مرض السكر فى كل الحالات كما كان يُشاع، وفى نسبة ٥٦٪ لا ينخفض السكر نهائياً ويعود مرة أخرى بعد خمس سنوات (دراسة من كليفلاند كلينيك فى أكتوبر ٢٠١٢). جراحات السمنة فى طريقها للنهاية (المؤتمر العالمى لأمراض الجهاز الهضمى فى أمريكا مايو ٢٠١٩). بعد الاطلاع على كل هذه الأبحاث، وبعد التحدث شخصياً مع معظم الأساتذة القائمين على هذه الأبحاث فى أمريكا وكونى استشارى مناظير جهاز هضمى فى جامعة القاهرة والتأمين الصحى المصرى وأقوم بتدريب الأطباء من مصر وخارج مصر وفى جامعة القاهرة وجامعة عين شمس على مناظير الجهاز الهضمى للكشف المبكر عن «أورام» الجهاز الهضمى ووظيفتى الرئيسية الكشف المبكر عن «أورام» الجهاز الهضمى كان من واجبنا نقل الحقائق للمرضى فى «مصر» وخارجها لتفادى الضرر الشديد والوفيات وتفادى حدوث سرطان القولون وسرطان المرىء (لا قدر الله)، وتم إرسال معظم الأبحاث السابق ذكرها للدكتور خالد منتصر وأنا هناك فى أمريكا منذ أسبوعين. رداً على ما قيل عن بالون المعدة للتخسيس، وأيضاً فى نقاط: بالون المعدة للتخسيس الحاصل على موافقة وزارة الصحة المصرية والأمريكية والعالمية آمن جداً على المعدة ولا يُحدث اتساعاً بها. لا توجد حالة وفيات واحدة فى مصر منذ ١٠ سنوات وحتى هذه اللحظة بسبب بالون المعدة الأمريكى «الأصلى». يتم الآن وحتى هذه اللحظة تركيب بالون المعدة للتخسيس الأمريكى فى كل دول العالم وفى أعرق الجامعات والمستشفيات الأمريكية بداية من جامعة هارفارد الأمريكية ومايو كلينيك وجون هوبكينز وكل الولايات الأمريكية. يتم الآن تركيب بالون المعدة للأطفال من سن ١٢ سنة. معظم «جرّاحى» السمنة فى مصر والعالم الآن يقومون بتركيب بالون المعدة للتخسيس لمرضى السمنة أو عمل تكميم المعدة «بدون جراحة» عن طريق الفم لتفادى مضاعفات جراحة السمنة. تم نشر ١٦٠٠ حالة بالون معدة للتخسيس من «مصر» هذا الشهر، يونيو ٢٠١٩، فى المجلة الرسمية للفيدرالية الدولية لجراحة السمنة IFSO، والتى يرأسها رئيس قسم جراحة السمنة فى جامعة هارفارد الأمريكية بدون حالة وفاة واحدة. المؤتمر العالمى للفيدرالية الدولية لجراحة السمنة IFSO، والذى انعقد فى سبتمبر ٢٠١٨ فى دبى، أشاد بدور بالون المعدة للتخسيس فى فقدان الوزن، وكان هناك كثير من الدراسات عن بالون المعدة للتخسيس وعن تكميم المعدة الجديد «بدون جراحة» والنتائج مبهرة وأن المستقبل سيكون للتخسيس «بدون جراحة». تم حصول بحثى عن بالون المعدة للتخسيس فى «مصر» المقدم فى المؤتمر العالمى لأمراض الجهاز الهضمى DDW 2019 فى أمريكا فى مايو ٢٠١٩ على واحد من أفضل الأبحاث المقدمة على مستوى العالم. ٤٦٪ من البحث المقدم عن بالون المعدة للتخسيس من مصر كان على مرضى السمنة المفرطة وبنسب نجاح عالية جداً، وفقدان الوزن تراوح بين ٤٠ و١١٠ كيلوجرامات خلال ستة أشهر بدون مضاعفات. يمكنك تركيب بالون المعدة للتخسيس أكثر من مرة إذا عاد الوزن مرة أخرى، وفى مرضى السمنة المفرطة، وبأمان تام، وتوجد حالات كثيرة لم يعد الوزن بعد استخراج البالون. ختاماً، وفى نقاط: على مرضى السمنة توخّى الحذر الشديد قبل إجراء أى طريقة لإنقاص الوزن، جراحية أو غير جراحية. على المرضى الذين خضعوا لجراحات السمنة عمل فحوصات بصفة دورية بعد الجراحة وعمل فحص للجهاز الهضمى عن طريق مناظير المعدة والقولون «غير الجراحية». معظم أدوية التخسيس المتاحة حالياً لها مضاعفات شديدة على الصحة، وبعضها قد يؤدى لحدوث سرطان بالغدة الدرقية، وبعضها يؤثر على الحمل، وقد تُحدث تشوهات بالجنين، ولا يتم أخذ أى عقار إلا بعد استشارة طبيب أمراض النساء والتوليد وطبيب أمراض الباطنة والغدد الصماء. توجد أنواع «دايت» قد تؤدى للوفاة، فعليك توخى الحذر الشديد عند عمل أى نظام غذائى جديد، وبعد استشارة طبيب أمراض الباطنة والغدد الصماء. يوجد فى مصر بالون معدة للتخسيس روسى وصينى الصنع و«غير مصرح» باستخدامه من قبَل وزارة الصحة المصرية ومصنوع من كاوتشوك سيارات وألياف صناعية، وقد يؤدى لاتساع المعدة أو انفجارها، ومن ثم الوفاة، وتم تقديم بلاغ فى عام ٢٠١٦ فى مكتب وزير الصحة فى مصر، وجارٍ التحقيق وتم إغلاق بعض المراكز المتورطة. عليك توخى الحذر الشديد عند تركيب بالون المعدة، وأن يكون التركيب فى مستشفى ذى سمعة طيبة ومع استشارى مناظير «غير جراحية» وفى وجود استشارى تخدير والتأكد من وجود فاتورة ضريبية للبالون والرقم التسلسلى.