فى احتفال ليلة القدر اتهم شيخ الأزهر الغرب بالإسلاموفوبيا صناعة وتمويلاً برغم أنه لا توجد «مسيحية فوبيا» أو «بوذية فوبيا».. إلخ، وكان رد الرئيس أننا نحن الذين نمنح العرب الذخيرة لكى يسيئوا إلينا، سلوكياتنا هى السبب، الرد موجز وموجع فى نفس الوقت، فليس أكثر صعوبة من مواجهة النفس وتعرية الحقائق ومواجهتها، للأسف نحن مصدر الإسلاموفوبيا فكراً وسلوكاً، وللأسف نحن أصحاب الدين المنفردون بالخصام مع الحداثة، ولنبدأ بسؤال مغاير أو مقابل لسؤال لماذا لا توجد البوذية فوبيا، ونسأل: لماذا الآن لا يوجد تنظيم إرهابى عالمى إلا داعش والقاعدة؟!، أليس هذا سبباً كافياً لما يسميه الإمام الأكبر الإسلاموفوبيا الممولة من الاستعمار؟، نحن من خلقنا الإسلاموفوبيا بما انتقيناه واخترناه واختزلناه من التراث وحولناه إلى مقدس، وعندما يقول لك شخص هناك جرائم تحدث من بوذيين ومسيحيين وهندوس «إشمعنى إحنا؟!»، فلتكن إجابتك هى أن كل تلك الجرائم لا تستند إلى تفسيرات نصوص دينية، تفسيرات محرضة على كراهية الآخر والانتقام منه والتعالى عليه، داعش والقاعدة لديها ما تستند إليه من قواعد فقهية يخشى رجال ديننا الاقتراب منها بالنقد أو بالتغيير أو حتى بمجرد فتح باب النقاش حولها، كمفهوم جهاد الطلب والغزو.. إلخ، والتى تجعلك فى حالة تجييش مشاعر مزمن لفرض سلطتك خارج حدودك تحت لافتة الدين واستباحة الدماء والأعراض بغرض نشر الإيمان الصحيح الذى يرضى عنه الرب، تساندها عقيدة الولاء والبراء التى تصنف البشر إلى محبوبين ومكروهين تبعاً لدياناتهم ومذاهبهم وطبقاً لاقتناعهم بتفسيرك أنت، وتقسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، فتنحاز إلى طائفتك وحزبك وفرقتك الناجية، ويصبح إهانة وقتل الآخر وذبحه واجباً وفريضة، هم معذورون لو تسللت الإسلاموفوبيا إلى أمخاخهم التى لا تستطيع تفسير لماذا يفجر أو يدهس البلجيكى أو الفرنسى ابن الجيل الثانى الذى تربى فى مدارسهم وتمتع بتأمينهم الصحى بل وبنت له ولأسرته وأبناء دينه مساجد ومراكز إسلامية؟!، لا تفسير إلا أنه عطب فى الفكر والتفسير نفسه، هم لا يحاربون ديناً ولكنهم يحاربون طريقة تدين تقدس العنف وتحشر أنفها فى خصوصيات الآخرين، يقولون لك مارس طقوس دينك بلا صراخ أو ضجيج أو محاولة هداية بالعافية والإجبار، سيدافعون عن حقك فى ممارسة عباداتك، لكنهم سيقفون لك بالمرصاد إذا عسكرت تلك العبادات أو حولتها إلى أسلحة أو خرقت القانون تحت مسمى حرية العبادة، صلِّ كما شئت لكن فى مسجدك، لا تقطع نهر الطريق وتقول أنا أصلى أنا حر، ارفع الأذان ولكن داخل صحن الجامع وبدون ميكروفون، لأن الآخر مواطن مثلك له الحق فى أن يعيش فى هدوء، البسى كما شئتِ لكن لا تتخفى بلثام فى عازل أسود بلا ملامح تخفى هويتك وتقولين أنا حرة لأن هذا فرض دينى!، من حقك فى الغرب أن تعتز بدينك، لكن ليس من حقك أن تبتز الآخرين به.