أرقام خطيرة وإحصائيات مرعبة عن تأثيرات البلاستيك على أجسادنا التى صار يخترقها عبر الهواء وبمجرد النفس!! أبحاث ترجمتها وقدمتها جريدة العرب فى تقرير شديد الأهمية يعكس كمّ التخريب والدمار الذى أحدثناه، نحن سكان الأرض، بها وبهوائها ومائها. أهم الأبحاث جاءت من النمسا، حيث اكتشف العلماء هناك جسيمات بلاستيكية داخل جسم الإنسان، وباتت جزيئات البلاستيك الصغرى منتشرة فى السلسلة الغذائية البشرية، كما أكدت الدراسة التى رصدت وجود هذه الجسيمات فى براز أشخاص فى أوروبا وروسيا واليابان. والمقصود بالجسيمات البلاستيكية هى الحبيبات التى يقل حجمها عن خمسة ملليمترات، وهى تضم بذلك الأجسام البلاستيكية الناتجة عن الاحتكاك فى عالم أدوات التجميل، وعند الغسيل، والألياف الصناعية التى تنطلق فى الهواء، بالإضافة إلى الجسيمات البلاستيكية الناتجة عن احتكاك إطارات السيارات بالأسفلت. أصبحنا نتنفس البلاستيك مع ملوثات أخرى، لذلك يجب ألا نندهش أو نتساءل عن أسباب وهن أجسادنا، فأغلب سكان المدن خاصة يحسون اليوم بالتعب رغم أنهم لم يبذلوا جهداً يستحق. ويؤكد التقرير أن هذه الحبيبات صارت قابلة للاستنشاق، ومن غير المستبعد أن تصل إلى الدم، ومن ثم إلى القلب، فقد تمكّن العلماء -من خلال تجارب استخدموا فيها جسيمات من الذهب فائقة الدقة وغير ضارة- من تتبع كيفية استنشاق هذه الجسيمات وانتقالها إلى الرئتين، ومن ثم إلى الدم. وقال هؤلاء إن أكثر ما يثير القلق أن هذه الجسيمات والملوثات تميل إلى التجمع فى الأوعية الدموية التالفة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الشريان التاجى المسببة للنوبات القلبية، وتزيد مخاطر تلك الأمراض. وفى تجربة أخرى أجراها باحثون نمساويون على ثمانية متطوعين تتراوح أعمارهم بين 33 و65 عاماً ويعيشون فى قارات مختلفة، وتناولوا خلال فترة التجربة مأكولات معلبة ومشروبات فى زجاجات بلاستيكية، وتناولوا أيضاً سمكاً وفواكه بحر، بالإضافة إلى أطعمة نباتية، كانت النتيجة أنه تم العثور على جسيمات البلاستيك فى براز كل المتطوعين. وشرحت بيتينا ليبمان، خبيرة تحليلات جسيمات البلاستيك فى الهيئة النمساوية للبيئة، أن الباحثين عثروا فى المختبر على تسعة أنواع مختلفة من البلاستيك بحجم 50 إلى 500 مايكرومتر، وكانت جسيمات متعدد البولى بروبين والبولى إيثلين الأكثر ظهوراً فى عينات البراز التى تم تحليلها، ويحمل هذا الاكتشاف آثاراً بعيدة المدى على صحة الإنسان، حيث أكدت الدراسات التى أُجريت على الحيوانات أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتسلل إلى الجهاز الليمفاوى والكبد، وقد تكون سبباً فى حدوث تلف معوى. وقال المشرف على فريق البحث فيليب شوبل، من جامعة فيينا: «لأول مرة قدمنا دليلاً على إثبات وجود البلاستيك الصغير فى جسم الإنسان. كان الأمر -ولمدة طويلة- عبارة عن تخمينات، وقد قدمنا التحليل الذى يؤكد الأمر. من الممكن أن تأتى هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة من الأغذية البحرية، وقد تأتى أيضاً من الطعام المغلف بالمواد البلاستيكية». ألا تكفينا الأمراض والفيروسات والميكروبات لتقتلنا البلاستيكات؟!