صُعقت وأنا أقرأ تعليقات بعض المهاجرين العرب الذين يعيشون فى فرنسا على حريق كاتدرائية نوتردام الكارثى فى صفحة «فرنسا ٢٤» وغيرها، كم شماتة وغل وحقد وسواد غير طبيعى، وخارج دائرة التقييم والتحليل النفسى، لماذا صارت فرحتنا بهذا الشكل السيكوباتى؟!، فرحتنا لم تعد لإنجازاتنا بل صارت فرحة بمصائب الآخرين، تسونامى آسيوى نرقص، إعصار أمريكى نزغرد، انهيار برجين نبتهج، سقوط مركبة فضاء نشعر بالراحة، احتراق كاتدرائية نزهو بالانتصار، هل هو إحساس دونية، أم جرح تخلف، أم مرض نفسى، أم غياب ضمير، أم جين شماتة؟! هذا المهاجر الشتام الشمتان الذى تحول إلى زومبى تعلم هناك فى بلاد النور، ونال العلاج مجاناً طبقاً لواحد من أفضل نظم التأمين الصحى فى العالم، كاد يغرق وهو يصارع الأمواج وصولاً إلى الشاطئ الآخر، أو وقف فى طابور فيزا الشينجن تحت هجير الشمس اللافحة يقبّل الأحذية حتى تقبله السفارة، يهرب من بلاده ساخطاً، ليذهب إلى باريس، حيث يستمتع بحرائقها ويتمنى تفجيرها، لا يريد إلا نور نار ألسنة اللهب تطفئ ظمأه الروحى، لماذا لم تمكث فى بلدك لتستمتع بما لذ وطاب؟، لماذا لم تهاجر إلى الصومال أو أفغانستان لتسبح فى أنهار الجنة وتستظل بأشجار الشريعة الوافرة، انتظاراً للخلافة المزعومة التى تتمناها؟؟ وصلنا إلى مرحلة السيكوباتية التى لا علاج لها، صار منا من يحمل طاقة كراهية كافية لتفجير المجرة، أصبح فينا عدد لا بأس به يمثل كتلة غضب فاشية موجّهة نحو الفن والجمال والحب والعلم والعقل وكل شىء مبهج يثير الفرح والسعادة، أعداء الحياة لم يعودوا مكتفين بتدمير أوطانهم وتخريب شعوبهم، بل صرنا نصدرهم إلى بلاد النور، حيث ينشرون الموت والخراب، لماذا لم ننجح فى أن نكون مثل «كوازيمودو» أحدب نوتردام، فى رائعة فيكتور هوجو، مشوهين، لكننا نعرف الحب، لا يمنعنا قبحنا من التواصل مع الإنسانية، لماذا؟