ستيقظنا على خبر اغتيال الروائى العراقى علاء مشذوب بـ١٣ رصاصة على خلفية بوست انتقد فيه «الخمينى»!!، انتقاد شخص صار انتقاداً للعقيدة، أصبح رجل الدين صنماً لا يُمس، وصار الاجتهاد فى الدين مؤثماً ومؤمماً من قبيل بائعى صكوك الغفران الإسلامية، لم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، اختلفا فى كل التفاصيل والأفكار، إلا فكرة اغتيال المخالف لهما فى الرأى، فقد توافقا فيها، اغتيل فى كربلاء، حيث جز شمر بن ذى جوشن رأس الحسين، وكان عدد ضربات السيف على رقبة الحسين هو نفس عدد الرصاصات فى صدر ودماغ مشذوب، وكما لعب الحاكم بن زياد فى رأس الحسين بقضيب الحديد، لعب الإسلاميون بدماغ القاتل وأوهموه أن مشذوب كافر ومرتد سيدمر الدين، واقتنع القاتل بأن دينه هش من الممكن كسره بجملة أو بوست أو تويتة!، مشذوب ليس أول اغتيال لصاحب رأى فى منطقتنا العربية المنكوبة، لكن هناك قائمة شهداء رأى معه أطلق عليهم رصاص الإسلام السياسى وبنفس البشاعة، المصرى فرج فودة ١٩٩٢، ثم التونسى شكرى بلعيد ٢٠١٣، ثم الأردنى ناهض حتر، نفس ملامح وسيناريو القتل، فالقتلة لم يقرأوا حرفاً مما كتبه الضحايا، لكنهم مجرد دمى ماريونيت تحركهم فتاوى رجال الدين وأمراء الجماعات، نفس درجة البشاعة فى عدد الرصاصات، وكأنه تشفٍٍّ وتمثيل بالجثث، ما يجمع القتلة هو جلافة الإحساس وغلظة الوجدان وانعدام الإنسانية، الضحايا للأسف كانوا مقتنعين بأهمية الحوار والمناظرات، فودة اغتيل بعد مناظرة فى معرض الكتاب ألجم فيها رموز الإخوان وأفحمهم بكل أدب، بلعيد اغتيل بعد لقاء فى قناة نسمة التونسية، ناهض حتر اغتيل بعد ريتويت لرسم كاريكاتيرى يسخر من الدواعش، واغتيل أمام قصر العدل، حيث كان ذاهباً لجلسة المحاكمة، ومشذوب كان خارجاً من ندوة أدبية!!، هل هناك جدوى من الحوار مع هؤلاء الضباع البشرية من معدومى الإنسانية؟، هؤلاء المفكرون لم يكن معهم إلا القلم والكلمة، واجههم القتلة بالكلاشينكوف والرشاشات، فأين الحوار إذن؟، واهم من يتخيل أن بمقدوره حوار هؤلاء الضباع، يجب أن يكون المستهدف من الحوار هم الحيارى على الشاطئ، من هم على شفا الاقتناع بمخدرات القتلة الدينية، غير ذلك ضياع للوقت واستنزاف طاقة وجهد، رحم الله مشذوب، ورحم الله أمة تقتل مفكريها باسم الدين.