بعد شهر ستمر علينا الذكرى الرابعة والثلاثون لشنق المفكر الإسلامى السودانى محمود طه، على يد نظام جعفر النميرى، التهمة كانت الردة، وكان السودان يقدم رأس محمود طه مزايدة ومغازلة للتيار الإسلامى، وكان «النميرى» وقتها يخدر شعبه بشعار تطبيق الشريعة تغطية لكوارثه الاقتصادية وعورات نظامه السياسية، من أين كانت بداية التكفير؟، كانت البداية للأسف من هذا الخطاب الذى وجدته بالصدفة وأنا أقلب فى الجرائد والمجلات القديمة، إليكم الخطاب الذى أرسله الأزهر إلى وزارة الأوقاف السودانية بشأن محمود طه: بسم الله الرحمن الرحيم الأزهر مجمع البحوث الإسلامية مكتب الأمين العام 5/6/1972 السيد/ الأستاذ وكيل وزارة الشئون الدينية والأوقاف بالسودان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد وقع تحت يدى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف كتاب «الرسالة الثانية من الإسلام»، تأليف محمود محمد طه، طبع فى أم درمان الطبعة الرابعة عام 1971 م ص. ب 1151. وقد تضمن هذا الكتاب أن الرسول بُعث برسالتين فرعية وأصلية. وقد بلّغ الرسالة الفرعية، وأما الأصلية فيبلغها رسول يأتى بعده، لأنها لا تتفق والزمن الذى فيه الرسول.. وبما أن هذا كفر صراح ولا يصح السكوت عليه، فالرجاء التكرم باتخاذ ما ترونه من مصادرة لهذا الفكر الملحد والعمل على إيقاف هذا النشاط الهدّام، خاصة فى بلدكم الإسلامى العريق.. وفقكم الله وسدد خطاكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية دكتور محمد عبدالرحمن بيصار انتهى الخطاب، لكن ألم يحن أوان الاعتذار عنه بعد؟ خاصة أن محمود طه لم يقل هذا الكلام الموجود فى الخطاب إطلاقاً وبهذا المعنى إنما هو التربص، الاعتذار لن يعيد محمود طه إلى الحياة ولكنه سيعيد التجديد والإصلاح إلى الحياة.