- هاتفتنى د. رضوى طاهر الزناتى، مدرس مساعد طب وجراحة العيون فى قصر العينى، وهى فى غاية الانزعاج والرعب، كانت تقول إن قسم 16 رمد تم احتلاله، طلبت منها تفسيراً هادئاً كى أفهم أكثر لأننى لم أفهم معنى هذا الاحتلال، قالت إنه قد احتل بواسطة البلطجية الذين يصرون على المبيت فيه.

ويطاردون كل من يرتدى البالطو الأبيض بالسنج والمطاوى، ويهددون الأطباء النواب والامتياز، مستغلين غياب الشرطة والأمن، هكذا صار البالطو الأبيض سبة وعاراً يتبرأ منه الطبيب ملاك الرحمة الذى ترك نهباً للبلطجية يتعامل معهم بصدره العارى، كيف تترك الأمور فى أعرق مستشفى مصرى بهذه الفوضى واللخبطة والضياع والتفكك؟،

كيف نترك أولادنا من نوارة مصر الأطباء الشبان أمام جحافل البلطجية يقتحمون عليهم حجرات الطوارئ وغرف العمليات بالأسلحة البيضاء، نتركهم هكذا ونقول لهم استشهدوا؟!!،

ما يحدث فى مستشفى قصر العينى من غياب أمنى وانفلات بلطجى هو كارثة بكل المقاييس، ومأساة سوداء بلون غراب البين!، أنقذوا شباب قصر العينى الذين تحملوا عبء علاج مصابى شباب الثورة بكل شجاعة وحماس فى يناير، إنهم سيفقدون الثقة عندما يغيب الأمن، ولن يعمل طبيب وهو خائف فاقد لمظلة الأمان.

- ميدان التحرير لابد أن يظل اسمه ميدان التحرير، ولا يعنى هذا إنكاراً لدماء الشهداء، فالشهداء نستطيع تكريمهم بألف أسلوب وألف طريقة دون تغيير اسم ميدان التحرير، ودماء الشهداء الزكية لن تنساها أجيال مصر المحروسة، عندما انطلقت شرارة الحرية من ميدان التحرير لم تكن مصادفة، ليس ضرورياً أن نخترع اسماً آخر للميدان، فالقدر كان يرتب اللقاء من أوردة وشرايين القاهرة وشوارعها لتصب فى القلب الذى صار أيقونة للثورة اسمها ميدان التحرير، ينطقها العالم دون ترجمة.

- الشرعية الثورية خلقت واقعاً جديداً غير تقليدى، والتمسك بإجراء الانتخابات التشريعية قبل الانتخابات الرئاسية بمبرر أن الرئيس لا يستطيع القسم إلا أمام البرلمان، هو تمسك بشكل تقليدى تجاوزته الثورة، يجب أن نحترم الواقع الجديد الذى خلقته الثورة، ولابد أن نسمح للقوى التى صنعت هذه الثورة بأن تتبلور سياسياً فى أحزاب وفى وقتها المناسب، لا يمكن أن نجهض الثورة بأن يتم التعبير عنها برلمانياً بصورة مسلوقة بواسطة قوى سياسية تسيطر على الساحة لأنها أكثر تنظيماً، أو لأنها تمتلك المال أو لأنها تفهم أكثر قواعد لعبة الانتخابات...

إلخ، ومسألة قسم اليمين من الممكن حلها الآن بصورة غير تقليدية، أنا لست رجل قانون ولكن من المؤكد أن هناك تخريجة تتناسب مع الواقع الذى يفور بالتغيير ويحتاج إلى تأنٍ وتروٍ، فالرئيس غير التقليدى الذى سيظل فترة واحدة من الممكن أن يقسم اليمين بطريقة غير تقليدية أمام المحكمة الدستورية العليا أو حتى ولو تطلب القسم أن يكون فى ميدان التحرير أمام جموع الشعب!!

ولكن يجب ألا نسلق الثورة ونقتلها بالسربعة والعجلة واللهوجة فتولد كالطفل المبتسر الذى نحرمه من دخول الحضانة حتى ينضج ويواجه الحياة.