وصلنى من المثقف السكندرى المهموم بوطنه وبمدينته الجميلة د.كميل صدقى ساويرس هذه الرسالة التى لا بد أن يهتم بها المحافظ شخصياً لأن الأمور وصلت إلى حد الكارثة، يقول د.كميل: كم كان جميلاً أن يمتد العمر بنا لنرى ما عاشه وعايشه البعض منا منذ 5 عقود حينما كانت تحتوينا إسكندريتنا الجميلة هذه التى كانت توصف بأنها كوزموبوليتان (أى متعددة الأعراق والحضارات)، وكم كانت تطرب أسماعنا حينما يقال عنها (إسكندرية ماريا وترابها زعفران)، وكم كان جميلاً أن نرى مرة أخرى بيننا من أقاموا معنا وقاسمونا العيش إخوة لنا من اليونان وقبرص وإيطاليا.. وتحدث البعض منا عن العودة للجذور وهنا نسأل: عن أى جذور نتحدث؟ تحدثنا عن الإنسان.. ولكن ماذا كان عن المكان؟ أولاً: لم تعد تلك هى شوارع الإسكندرية التى كنا أطفالاً مع آبائنا نتمتع بالسير على أرصفتها نشاهد معروضات الفتارين.. اختفت تلك الأرصفة مع الغزو التتارى بداية من المقاهى والكافيتريات التى استباحت الرصيف بكامله وجزءاً من الشارع أمامها.. وحتى محلات المعروضات أصبح الرصيف يشكل جزءاً أصيلاً من كيان المكان... والويل لك لو حاولت استخدام حقك كمواطن فى مجرد التعبير عن استنكارك لذلك. ثانياً: «الحيتان لا تشبع».. لم أجد فى جعبتى أصدق من هذا التعبير عن الكارثة التى حلت بمدينتنا من تلك الخوازيق التى انتشرت فى شوارعنا وحتى أزقتها وأطلق عليها الأبراج... كنا نعلم أن هناك قانوناً يحكم عملية البناء وأن هناك نسبة بين عرض الشارع وارتفاع المبنى... أين ذهب هذا القانون؟ شوارع أيها السادة يمر منها بالكاد سيارتان متوسطتا الحجم ارتفعت فيها تلك الخوازيق 15 طابقاً وأكثر ولم تعد تعرف الشمس طريقاً. تعودنا أن نطلق على الدور أسفل الدور الأرضى الـBad room... وأصبحت تلك تصل حتى الدور الثالث!! وللأسف الشديد تفاجئنا الجهات المسئولة كل فترة وتقنن الخطأ بما يسمى (بالمصالحة) نظير تسديد عائد لخزانة الدولة!! ودعونى أملك قدراً من الصراحة مع النفس وأسميها إكرامية مقابل تقنين الخطأ!! ثالثاً: ولكى يكتمل المشهد الهزلى هذا السرطان الذى انتشر فى شوارع الإسكندرية والمسمى (التوك توك)... إنها وصمة عار تملأ الشوارع... ابحثوا أيها السادة عن صاحب المصلحة من وجود هذا القبح وهذه الدمامة، أطفال فى سن العاشرة ينطلقون فى كل الاتجاهات وبصورة مفاجئة تربك أى قائد محترف. وأنهى كلمتى بأنه للأسف انتشرت ثقافة عدم احترام القانون... ولم يبقَ إلا الخوف من القانون.