التحية لشركة «العدل جروب» على استجابتهم للمشاهدين المصريين واللبنانيين، فقد أحسنوا صنعاً بإلغاء تتر المسلسل الذى يغنيه المطرب التكفيرى الإرهابى فضل شاكر والهارب من حكم أصدره القضاء اللبنانى بحقه هو وقائده وأستاذه الإرهابى أحمد الأسير. وقد دار جدل شديد على «السوشيال ميديا»، وظهر تعاطف من البعض مع فضل شاكر الذى أطلقوا عليه «الإرهابى التائب»، وكأنه قد كان فى رحلة سفارى وعاد واعتباره عيل وغلط والصلح خير قوم نتصالح... إلى آخر هذه النحنحات الحنجورية التى تنطلق فى وجوهنا كلما سنحت فرصة لتلميع إرهابى وتمهيد لمصالحة، وسأوجز ردى فى نقاط سريعة: اختيار فضل شاكر الفنى لا نستطيع فصله عن الاختيار السياسى، وتوقيت الاختيار ليس مجرد شهر رمضان، ولكنه موسم المصالحة واحتواء المتعاطفين، هذا ليس مجرد تتر ويعدى ويمر، لكنه نافذة لقاتل ومحرض وتكفيرى انخرط فى صف ميليشيا إرهابية وخرج علينا فى فيديوهات مسجلة ومنشورة ولم ينكرها، يتحدث فيها كزعيم عصابة وقائد بلطجية، كان لا بد من إغلاق تلك النافذة لأنها ستصبح بعد ذلك باباً كبيراً ثم ممراً فسيحاً لكل الإرهابيين «التائبين» بعد ذلك، فنجد وجدى العربى وهشام عبدالله ومحمد ناصر أبطال مسلسلات بعد ذلك، ثم تمتد يد العطف والطبطبة لباقى الطابور فيخرج علينا من يصالح «الشاطر» ويعيد له شركاته الممولة للإرهاب، ومن ينادى بعودة وجدى غنيم الكيوت واحتضانه ليغنى التواشيح بصوته العذب. توبة فضل شاكر يحددها الله سبحانه وتعالى، وهو جل جلاله الذى يقبلها أو يرفضها ويحدد نيته، إنما نحن البشر لنا القانون والقضاء، لنا المشهد الحاضر لهارب فى مخيم صادر عليه حكم، ولنا الحق فى أن نفسر توبته على أنها بعد جفاف الأموال وانهيار التنظيم وهرب أبيه الروحى بكل ندالة مضحياً بفضل والمجموعة حين حاول الهرب من مطار بيروت متنكراً ساعياً إلى دخول مصر ثم منها إلى نيجيريا، حيث ينضم إلى «بوكو حرام» مواصلاً مسيرته الدموية! ومما هو جدير بالذكر أن شركات الإنتاج الدرامى أو الفنى ليس من مهمتها غسل سمعة فضل شاكر، وليس من ضمن واجباتها أن تتحول إلى كرسى اعتراف لمطرب تائب! وكم ممن قدمهم الإعلام كتائبين وكانت النتيجة رقابنا التى ذبحوها من الوريد إلى الوريد، ألم يقدموا إلينا عاصم عبدالماجد وطارق الزمر وقتَلة فرج فودة وطاعنى نجيب محفوظ على أنهم التائبون المراجعون لأفكارهم، أين هم الآن؟ منهم من ما زال يخطط لإرهاب وقتل المصريين، ومنهم من مات مع «داعش» على أرض الشام؟ لا بد من احترام مشاعر اللبنانيين الذين واجهونا بسؤال مر ومحرج وهو: هل ترضون أن نأتى بممثل إرهابى مصرى يده ملوثة بدم المصريين ليقوم ببطولة مسلسل لبنانى أو غناء مقدمته؟ هل توافقون على أن تشاهد أم ضابط شهيد عندكم إرهابياً وهو يغنى على جثة ابنها؟! لماذا تطلبون من الشعب اللبنانى أن يرقص الفالس مع الضباع وهو مذبوح ينزف دماً؟! فضل شاكر كان سيظل حجر العثرة والاستثناء الوحيد الذى كان سيظل أمامنا شاهداً ومتحدياً لبديهية أن الفنان مرهف الحس لا يمكن أن يتحول أبداً إلى إرهابى وهو ما نراه دائماً، ورأيى الشخصى أنه لا يمكن أن يكون فناناً حقيقياً من ينخرط مع تلك الجماعات، هو مجرد حنجرة جيدة ذات أحبال صوتية نقية، وحتى لو كانت لديه بذور فن فحتماً بعد الدروشة ستجدها قد تبخرت مع رائحة البارود، مثل كل من اعتزل وحاول العودة بعد الدروشة كان قد فقد طعمه وموهبته، ولذلك كان لا بد من تنظيف التربة الفنية من تلك الحشائش الضارة والأعشاب السامة حتى نستطيع التسويق للفن كسلاح ضد الإرهاب وليس فى خدمته. فضل شاكر ليس وحيد زمانه ولا العملة النادرة ولا بيضة الديك حتى نصر عليه فى غناء تتر مسلسل، فكثير من الأصوات المصرية واللبنانية تتفوق عليه، خاصة بعد أن سمعت التتر ووجدت صوته قد فقد عفويته وشفافيته وصار محتفظاً بالصنعة مخاصماً للحس.