الصديق خيرى رمضان إعلامى محترم لم يكن يوماً محسوباً على أعداء الدولة، ونحن لا نحتاج إلى دليل على ذلك أقوى من أن الدولة نفسها عندما أرادت تطوير شاشتها الرسمية فى ماسبيرو اختارت خيرى رمضان لتلك المهمة، والتى بالطبع يتم قبلها عمل تقصٍّ وتحريات أمنية على أعلى مستوى، لذلك من حقنا أن نفهم ما حدث لخيرى رمضان، كيف ولماذا؟، مستحيل أن يكون ما حدث فى تلك الفقرة من برنامجه خلال حكايته لقصة زوجة الضابط من قبيل الخيانة والضرب فى الشرطة والتخطيط لهدم مؤسسات الدولة، من الممكن أن تكون هناك مبالغات فى تفاصيل القصة التى حكتها الزوجة مثل حكاية رغبتها فى العمل كشغالة، ونصيبها فى اللحمة التى يوزعها أهل الخير، ورغبة الزوج فى الاستشهاد لزيادة المعاش.. إلخ، باختصار القصة فيها «أفورة» حبتين من الزوجة، من الممكن أن تقول إنه كان لابد من التنسيق والتأكد من مفردات المرتب من الداخلية نفسها.. إلخ، لكن النية كانت الدفاع عن ضباط الشرطة أمام شائعات أنهم يقبضون الملايين ويعيشون رغد العيش ومحاولة ردم فجوة حدثت بعد ثورة يناير حفرها من حرقوا الأقسام والسجون، وحرقوا معها تراث ثقة وتاريخ التحام ما بين الشعب وأبنائه من ضباط الشرطة، والمنطلق كان الدعم والسند، وليس الضرب والهدم على الإطلاق، من حقنا أن نفهم لماذا كان حجم رد الفعل بتلك الصورة المختلفة مثلاً عن التعامل مع واقعة الإعلامى أحمد موسى فى مسألة تسريب الواحات؟!، ففى تسريب الواحات الذى تكلم فيه طبيب عن ضابط الشرطة بصورة مهينة له انتزع منها كل دسم وعبق البطولة، ونقل صورة إلى المستمع والمشاهد اختلفت عن الصورة التى صدرتها الدولة وتوجتها زيارة الرئيس للضابط فى المستشفى، الصورة التى نقلها التسريب مرتعشة مذعورة تكسر عزيمة الضباط، كيف تم التعامل مع واقعة تسريب الواحات؟، تم التعامل من خلال الهيئة الوطنية للإعلام، أى من خلال هيئة منوط بها تقييم الموقف من الناحية المهنية الإعلامية، اتخذت قرارها أياً كان بالإيقاف أو التحقيق أو اللوم.. إلخ، ولكنه فى النهاية قرار من هيئة إعلام يتعامل مع واقعة إعلامية، وتم الاعتذار، ولم يتصاعد الموضوع هذا التصاعد من قسم ونيابة وكلابشات.. إلخ، كنت أتمنى أن تسير الأمور نفس المسار وفى نفس الطريق، خاصة أننى أرى أن ما انتقل إلى المشاهد خلال استماعه للتسريب أكثر ألماً له وللضابط من حكاية خيرى رمضان!، فهل كلام ضابط خلال مواجهة قتالية فى الصحراء أخطر أم كلام زوجة ضابط فى قعدة فضفضة؟، أنا أتحدث فى إطار المعلومات المتاحة لدىّ، وإذا كانت هناك أى معلومات أخرى مختفية تكمل ملامح غائبة عن تلك القضية فأتمنى توضيحها من الجهات المختصة لعلها تجلى وتوضح الحقيقة، المهم أن نخرج من تلك القضية ونحن نفرق بين المنتقد المنطلق من منصة الحرص على الدولة والخوف عليها، وبين المنتقد المهاجم المتربص من منصة إسقاط الدولة وهدمها، التفرقة مهمة، وخيرى رمضان من الفئة الأولى التى تحب هذا الوطن وتعشق ترابه، وفى انتظار حلقة «خيرى» السبت المقبل على شاشة القناة الأولى بإذن الله.