بهذه العبارة ختم اللاعب المصرى العالمى محمد صلاح، صاحب لقب أحسن لاعب فى أفريقيا كلمته، طالب أطفال مصر وأفريقيا بعدم التوقف عن الحلم، العرق، بذل الجهد، قصة محمد صلاح نفسها هى مفردات ودستور ومانيفستو ووسيلة هذا الحلم والتأكيد على إمكانية تحقيقه، من بسيون إلى ليفربول، ولكن لا بد أن تكون مفردات الحلم موجودة لدى الآخرين حتى لا تتحول إلى هلاوس وضلالات وحتى يتحولوا إلى محمد صلاح الطبيب العالمى ومحمد صلاح المهندس العالمى ومحمد صلاح الفنان العالمى.. إلخ، لا بد أن نستغل تلك الدفعة والطاقة لكى نطلق أحلام الشباب، لكن السؤال ما الذى صنع أسطورة صلاح ونسج حلمه غير الإرادة والعزيمة والإصرار؟ إنه السفر، الفريضة التى غابت عن حياتنا العملية والعلمية، لو وسعنا العدسة لنرى الصورة بشكل أفضل، سنجد أنه مثلما نجح ومثلما قال صلاح عن نفسه إنه قبل السفر غير صلاح ما بعد السفر، فأيضاً طه حسين ما قبل السفر غير طه حسين بعده، وكذلك زويل وكذلك عمر الشريف وكذلك محمود مختار ولويس عوض ومجدى يعقوب وهانى عازر وفاروق الباز.. إلخ، لا بد من أن نعترف بأن السفر والتعلم من خبرات العالم والانفتاح عليه هو الحل، هو قاطرة تنمية وتحضر هذا الوطن، منذ أن خفضنا بعثات الجامعات ونحن نتقهقر، منذ أن صارت جميع رسائل الدكتوراه بدون إشراف مشترك من الخارج، منذ أن حرم معظم أطبائنا ومهندسينا وعلمائنا من حضور مؤتمرات الخارج، منذ أن توقف شبابنا عن سفر الإجازة الصيفية لأوروبا لجمع العنب أو حتى للعمل فى المطاعم، منذ هذا الوقت ودول كانت خلفنا بكثير فى السباق تجاوزتنا، السفر غالباً سيجعل الطالب متفتحاً غير متطرف إذا كانت مسامه الروحية مستعدة ومتقبلة، يعرف أن هذا العالم ليس حدود قريته، سينظم ترتيب ويعيد برمجة دماغه، سيعرف كيف تقدم وتطور وتحضر هذا العالم، السفر بداية تحقيق الحلم، السفر غير الهجرة، أن تسافر وتحمل ملابسك فى حقيبتك ومصر فى قلبك، أن تعود لترسم بريشة حلمك لوحة حلم الوطن.