بدأ، أمس، ويستكمل اليوم، مؤتمر القاهرة للقرنية والكتاراكت. وللأسف لم يأخذ هذا المؤتمر المهم حظه فى التغطية وسط طوفان البرامج الطبية الإعلانية التافهة برغم أنه يستضيف واحداً من كبار الخبراء فى مجال زرع القرنية وهو الخبير الهندى راجيش فوجله، الذى يعتبر مرجعاً فى هذا التخصص الدقيق. والذى لا يعرفه الكثيرون والذى كنت أتمنى تسليط الضوء عليه إعلامياً أن تعطيل قانون زرع الأعضاء يعطل أنجح وأروع وآمَن عملية زرع عضو أو نسيج فى التاريخ وهى عملية زرع القرنية، فالعملية معجزة طبية تحول باختصار الأعمى إلى بصير وأحياناً إلى صاحب بصر حاد، وفى مجرد ساعات!! لكننا فى محيط اللت والعجن والعك المصرى منعنا بجهل وحماقة وغشومية غير مسبوقة أخذ القرنيات من الجثث وضيعنا الفرصة على مرضى قاربوا على الانتحار نتيجة هذه العتامة وذلك العمى، وضيعنا فرصة التدريب للأطباء الذين كانوا يمارسون بسهولة تلك العملية وهم مجرد نواب صغار!، الآن العملية التى كانت تتكلف فى الماضى مائة جنيه وأحياناً مجانية فى مستشفيات الجامعة صارت بمائة ألف بتكاليف استيراد القرنية وأتعاب الجراح ووصولها إلى البلاد مهترئة بنوعية أقل كفاءة من القرنيات التى كانت تؤخذ من مشرحة الكلية وكان المجتمع وقتها مرحباً، لم يكن قد دخل حلبة زار الدروشة بعد!! من ضمن الأمراض المنتشرة التى تحتاج إلى الزرع فى المراحل المتقدمة «القرنية المخروطية»، أحد المشرفين على المؤتمر والدينامو المحرك، وهو د.حازم يس، حدثنا عن هذا المرض قائلاً: لا أحد يتصور أن مجرد «فرك العين بكثرة» يسبب مرضاً جديداً اسمه «القرنية المخروطية»، وفيه تبرز قرنية العين بشكل مدبب، ويستمر هذا البروز فى التزايد حتى يصبح شكل القرنية على هيئة هرم ويصاب بعدها المريض بضعف شديد جداً فى الإبصار مع عتامات على سطح القرنية. يؤكد ذلك أن المرض يصيب الشباب فى بداية مرحلة البلوغ والسبب فرك العين بكثرة، وبالتالى يضعف نسيج القرنية ويحدث بها ضرر أشبه بالفتق، ثم يحدث لها انبعاج، ثم يظهر ما يسمى الاستجماتيزم، ويعنى عدم وجود نقطة فى العين، أى إن الصورة لا تتكون فى نقطة واحدة، حيث إن القرنية فقدت تساوى التحدب فى جميع الاتجاهات، ويتم التشخيص بفحوصات تسمى تصوير القرنية بكاميرات خماسية ثم تأتى مراحل العلاج: المرحلة الأولى: تسمى Cross Linking نستخدم مادة اسمها «رايبوفلافين»، وهى مادة مصنوعة من فيتامين «ب» نستخدمها للتنقيط على سطح القرنية كى يتشربها نسيج القرنية، ثم يتم تعريض المريض للأشعة فوق البنفسجية، وهذا يؤدى إلى حدوث صلابة بالقرنية، وهذا يزيد معامل صلابة القرنية ليمنعها من الانبعاج، وهذا يفيد عند الكشف عن المرض مبكراً. المرحلة الثانية: يكون بها دمج عملية Cross Linking مع زرع حلقات، حيث إن القرنية يحدث بها انبعاج فى المنطقة المركزية، وهنا نضع حلقات أو دعامات فى أطراف القرنية بشكل يشبه «طاولة الترامبولين»، فهى تشد الجزء المنبعج بالأطراف ويقوم الـ«Cross Linking» فى هذا الوقت بالعمل على تقوية المنطقة المركزية. المرحلة الثالثة: عندما يزداد الانبعاج نختار دعامات فى قطر أصغر كى يزداد الشد، وقد نحتاج إلى زوجين من الدعامات «خارجية وداخلية» لتثبيت نسيج القرنية أكثر. المرحلة الرابعة: والتى لا بد فيها من زرع القرنية.